لقد أحدثت التطورات الهائلة التي تشهدها مجالات تقنية المعلوماتية والاتصالات نقلة نوعية أو ما يُعرف بالتحولات العالمية التي أثرت في جميع العمليات التعليمية وبخاصة ما يتعلق بطرائق التدريس وأساليب التعليم والتدريب، حيث أدت هذه التحولات إلى ظهور آليات وإستراتيجيات حديثة في طرق اكتساب المعارف والمهارات وفي وسائل نقلها وإستراتيجيات توليدها واستثمارها. وأصبح من السهولة توظيف تقنية المعلومات والاتصالات وتطويعها للحد من هوة الفوارق الفردية والثقافية والاجتماعية، وتخطي قيود الزمان والمكان وندرة الموارد البشرية.
والتعليم الإلكتروني كنوع متقدّم من التعليم يمكن تعريفه بأنه العملية التي يتم فيها تهيئة بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنية الحاسب الآلي وشبكاته ووسائطه المتعددة، التي تُمكّن المتعلّم من بلوغ أهداف العملية التعليمية من خلال تفاعله مع مصادرها، وذلك في أقصر وقت ممكن، وبأقل جهد مبذول، وبأعلى مستويات الجودة دون تقيد بحدود المكان والزمان. ولما للتعليم الإلكتروني من دور في توفير المراجع العلمية ومحتوى المقررات بشكل جذاب وعلى مدار الساعة، وإسهامه في استيعاب الأعداد المتزايدة من المتقدمين للدراسة بالجامعات من خلال التعليم الإلكتروني غير المتزامن وعن بعد، ولما لهذا النوع من التعليم من دور في تسهيل التواصل بين عضو هيئة التدريس وطلابه من خلال الصفحات الإلكترونية والبريد الإلكتروني والمحادثات. والعامل الأهم في التعليم الذي لا يقوم على الحضور والانتظام في صف دراسي، هو أن نجاحه يعتمد بشكل أساسي على الدافع الذاتي للتعلم، والخاص بكل طالب على حدة. فالطالب القادر على تنظيم وقته، والطالبة التي لديها رغبة داخلية قوية للتعلم بأي ثمن، قد يجدان هذا النوع من التعليم الذي هو إلكتروني بالكامل مفيداً للغاية.
*عميد تقنية المعلومات والتعليم الإلكتروني