أجزم أن ما يجري في وسطنا الرياضي في هذه الآونة من حراك بغيض يغلب عليه طابع التأجيج والكيدية وافتعال أسباب التهييج.. حتماً لا يرضي قياداتنا بكافة درجاتها ومستوياتها، ولا يرضي ولا يشرف العقلاء سواء من هم داخل الوسط أو خارجه..
وإن المراقب لما يجري من إثارة لمشكلات وقضايا تأجيجية مفتعلة، يدرك يقيناً بأن الهدف من إثارتها والعمل على توسيع نطاقها.. إنما هو بغرض فرض حالة عارمة من الفوضى وتعكير المياه والأجواء من خلال افتعال أكبر قدر ممكن من حالات الهيجان العام باستخدام الزخم الإعلامي التهافتي، واستغلاله في تكريس الدوافع والمقاصد غير الشريفة، والتي كان التحكيم الوطني أول وأكبر ضحاياها..؟!!
فلقد استطاعت بعض المحاضن والبؤر التي تأسست وتخصصت منذ نشأتها في تغذية وإنتاج القلاقل والفتن، ومحاربة الناجحين والنجباء.. أن تخرج بالتنافس الرياضي من مواقعه الطبيعية، وأن تذهب به إلى مواقع أخرى خارج ميادينه.. مع شديد الأسف..؟!!.
معلومة
من المؤكد أن السواد الأعظم من الجيل الكروي يجهلون حقيقة أن هؤلاء الذين يعملون كل ما في وسعهم اليوم لتدمير وتشويه الجوانب المضيئة في وسطنا الرياضي.. إنما هم امتداد و(ذيول) لحقبة مضت كان أسلافهم يعيشون على هكذا ممارسات في سبيل تغطية فشلهم.. وكان (البلهاء) ومعهم أصحاب المصالح والذين يدورون في أفلاكهم.. كانوا يصفونهم تارة ب (الفاكهة) وأخرى ب (الملح).. ولنا أن نتصور أي مذاق يمكن أن ينتج عن مزيج مكوناته المالح والحالي.. وأن هذا الجيل المغلوب على أمره.. إنما هو ضحية التضليل الذي ما انفكت تمارسه عليه وتكرسه تلك الذيول عبر وسائلها المختلفة..؟!!.
ما أشبه الليلة بالبارحة
قُبيل مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات مونديال (2002م) بكوريا واليابان، عملت الأصابع (إياها) بقوة على إحداث فوضى محلية عارمة الهدف منها تقويض مساعيه من خلال العمل على خلق فجوة سحيقة بين عناصر الناديين الذين يشكلون غالبية نجوم المنتخب في حينه، وقد نجحوا في ذلك إلى أبعد مدى بدليل النتائج المذلة، وكان المنتخب الوطني هو الضحية..؟!!.
واليوم وقبل أيام فقط من بدء الأخضر مهمة خوض غمار المنافسة على اللقب الآسيوي.. ها هي بعض ذات الذيول والمحركات قد بدأت في ممارسة مهماتها وأدوارها تجاه المنتخب.. وذلك من خلال العمل على خلط الأوراق المتمثل بالزج باسم الهلال والاتحاد عنوة في أحداث مباراة التعاون والنصر وما صاحبها من خروقات، وذلك لأهداف واضحة الغرض منها تكرار ما حدث في اليابان؟!.
ولكن الخشية من ألاّ تؤتي هذه (الحبكة) ثمارها مما دفعهم إلى إسنادها بافتعال حكاية المنشطات مع الزج عنوة باسم الهلال وقائد الأخضر فيها بعد أن ضحكت عليهم الأطراف الخارجية التي باعت لهم الوهم الذي لا أشك في أنها قبضت ثمنه غالياً وبالعملة الصعبة..؟!!.
وعلينا هنا أن ندقق النظر والتفكير في مسألة التوقيت لإطلاق هذه المهزلة المراد منها تلطيخ سمعة الكرة السعودية والتأثير على المتنخب في مهمته الآسيوية..؟!
الضحك على الذقون
لا أحد يختلف حول ما أضحت تشكله كرة القدم من وهج ومن إبراز للكثير من (السحنات) المغمورة.. لذلك فقد شكلت ميداناً رحباً وجاذباً لكل من يمتلك ثروة كبيرة للدخول في عالمها والاستفادة من وهجها سواء بغرض تلميع الذات.. أو بغرض الظهور بمظهر البطل الذي تصفق له الجماهير وتردد اسمه وتخلع عليه الألقاب الرنانة.. ورغم ذلك رأينا من يقفز منهم على هذه الحقيقة من خلال العمل على محاولة استغفال الناس عبر ترديد مقولة: نحن أتينا فقط من أجل خدمة الرياضة بشكل عام، بينما تفضحهم وتعريهم أفعالهم.. كيف.
بمجرد أن يشعر هذا (المليوني) بهبوط اسمه في بورصة (المهايط).. راح يفتعل زوبعة هنا أو هناك مردداً اللازمة الشهيرة: نحن ننفق الملايين ثم نخسر أو نتعادل، وكأن الفرق الأخرى لا تنفق مثلما ينفقون وأكثر، أو كأنهم قد أخذوا عهداً ووعداً بالفوز دائماً وبالتالي ضرورة تسليمهم البطولات هكذا دون مراعاة لحقوق الفرق المنافسة.. المصيبة أنهم يرحبون ويحللون لأنفسهم الأخطاء التي تخدمهم، ويرفضونها ويحرمونها على غيرهم..!!!.
ولك أن تعلم عزيزي القارئ بأن البعض منهم استلم الفريق وهو عبارة عن (أنقاض)، ومع ذلك يقاوم ويصارخ في سبيل وضعه في المقدمة بين عشية وضحاها.. المضحك أن هذا الكم من (الهياط) يأتي بالتزامن مع إلغاء عقد المدرب وتسريح الأجانب، كدليل على أن هؤلاء في واد والمنطق والعالم في واد آخر..؟!!.
الله الغني عن ملايينهم
هم يزعمون - وما أكثر ما يزعمون - بأنهم إنما دلفوا إلى الوسط وصرفوا الملايين من أجل سواد عيوننا ممثلة بخدمة كرة الوطن.. ولأن هذه المقولة قد تحولت إلى (ليلى) التي بات الكل يدّعي وصلاً بها.. بمن فيهم ذلك الذي فجّر بالون تشويه وتلطيخ شرف وسمعة الكرة السعودية عبر الفضاء بحكاية المنشطات.. عندما سألوه عن سبب تأخره إلى هذا الوقت الحساس تحديداً للقيام بهذه المهمة الشريفة والعظيمة، قال: أنه من أجل مصلحة الكرة السعودية، تخيلوا.. كم هو هدف نبيل يدعمه المضمون والفعل والوسيلة المستخدمة في نشره؟!!.
الخلاصة
السواد الأعظم من عشاق كرة القدم الذين أنا من هم.. هم من البسطاء الذين يرون في هذا النوع من العشق الفطري متنفسهم البريء والمتاح.. ولكنهم قبل ذلك أكثر فخراً بأن لهم من المبادئ والقيم الأخلاقية والاجتماعية الراسخة وغير القابلة للبيع والشراء في سوق العرض والطلب.. ما يجعلهم يرفعون عقيرتهم بالقول: الله الغني عن ملايين هؤلاء إذا كانت ستدمر أعز وأكرم ما يباهون ويفاخرون به من مُثل وقيم.