بعد مباراتي منتخبنا الوطني أمام العراق والبحرين جاء الحديث عن بوسيرو من خلال مسارين الأول انتهجه إعلاميون نصراويون يستنكرون خروج لاعبي النصر من قائمة المنتخب المشارك في كأس آسيا رغم علمهم بإصابة السهلاوي وغالب وعباس وعدم الحاجة الفنية لريان بلال في ظل تواجد القحطاني والشمراني وهزازي!
المسار الثاني انتهجه بعض المحللين الذين انتقدوا تغييرات بوسيرو التي أحدثها في طاقم الفريق أمام البحرين مقارنة بطاقمه أمام العراق على اعتبار أن هذه التغييرات تفقد مجموعة الفريق الاستقرار والانسجام والتفاهم لكن كان من الواضح في المباراتين أن بوسيرو انتهى من تسمية عناصر الطاقم الأساسي وهو غير قلق على مسألة الانسجام والتفاهم لأن هذه العناصر ليست بالجديدة وسبق وأن شاركت مع بعضها في منافسات عديدة سابقة لهذا حرص على تجريب عدة بدائل كخطة طوارئ فيما لو غاب أحد عناصر طاقمه الأساسي بسبب الإصابة أو الإيقاف!
المنتخب ليس بحاجة الآن إلى مزيد من الشوشرة ولا إلى التنظير بل هو بحاجة لوقفة إعلامية جماهيرية صادقة تدعمه وروح عالية من أفراده ليحقق الآمال في العودة بالكأس الآسيوية واقترح هنا إعادة عرض ملحمة منتخبنا في سنغافورة عام 84 في معسكر المنتخب الحالي فهي محفزة ونموذج في الروح القتالية والعطاء الجماعي المخلص القوي!
لماذا الغضب الهلالي ؟!
أستغرب غضب الهلاليين واستنكارهم لاتهامات رئيس النصر للاعبين هلاليين بتعاطي المنشطات خاصة وأن اللجنة المختصة كشفت الحقيقة وانتصرت للمتهمين ثم إن مثل هذه التهم ليست جديدة على الهلاليين بل هي امتداد تاريخي لموروث نصراوي ينشغل بكل ما هو هلالي وكان من المفترض أن يرحب الهلاليون بتواصله فهو الذي صنع فارق البطولات الكبير بين الهلال والنصر حيث يركز الهلاليون كثيراً على نتائج (الميدان يا حميدان) فيما تتركز الجهود النصراوية على التواجد والانتشار السريع في الساحات الإعلامية - حتى وإن توفرت إمكانات تحقيق النجاح الفني - إلى أن أصبحت المعادلة الهلالية النصراوية بطولات يقابلها تصريحات!
رؤيتي الشخصية لموضوع الاتهام بالمنشطات أنها محاولة لإغلاق ملف أحداث النصر أمام التعاون إعلامياً وصرف الأنظار أيضاً عن المطالبات المالية التي تلاحق النصر في كل اتجاه وذلك بتمرير معلومة تحتفي بها غالبية الصفحات والبرامج والمنتديات الرياضية وتسوق لها دون تمحيص أو تدقيق!
وبمناسبة الحديث عن المطاردة النصراوية لكل ما هو هلالي يردد بعض النصراويين مقولتهم القديمة (أعطوا البطولة للهلال واتركونا نتنافس على المركز الثاني) وهو ما يؤكد وعلى لسان النصراويين أنفسهم بأن بطولات فريقهم أقل من بطولات الهلال وهو ما يرفضه الطرف النصراوي الآخر الذي يقول بأن عدد بطولات فريقهم أكثر من الهلال!
والسؤال هل ينجح النصراويون القائلون بأن عدد بطولات فريقهم أكثر من الهلال في إقناع زملائهم النصراويين بالتزام الصمت وعدم تكرار مقولة أعطوا الهلال البطولة واتركونا نتنافس على المركز الثاني؟!
المشكلة أن الاحتجاج يأتي من أنصار الفريق الذي لا ينافس الهلال على البطولات فيما لم نسمعه من أنصار فريقي الاتحاد والشباب منافسي الهلال على البطولات لأن فريقيهما كثيراً ما كسبا البطولات من أمام الهلال مثلما كسبها الهلال من أمامهما في مرات أخرى!
حتى لا تلوموا حكمنا!
يتقاضى الحكم الأجنبي مبلغ 17500 ريال مكافأة مقابل تحكيمه أي مباراة في دوري زين هذا غير تذاكر الطيران والإقامة في فندق خمس نجوم!
وحكمنا يتقاضى 2530 ريال شاملة تذاكر الطيران والسكن والأكل (لم أفهم سر الثلاثين ريالا ولو كانت خمسينا لاعتبرناها للبنزين) لذلك عادة ما يسكن حكمنا في (استراحة أخوياه) أو في ملحق بيت صديقه وإذا كان واصل يوم المباراة فهو يأخذ قيلولة في غرفة الحكام بالملعب! والحكم الأجنبي يستلم مكافأة التحكيم في الفندق قبل المباراة وحكمنا ينتظر سنة والأجنبي ذهنه صافي وفاضي يتدرب في الصباح والمساء وحكمنا الصباح في المدرسة وبعد الظهر في سوق الخضار يقضي للبيت والعصر يتدرب وبعد المغرب مع العيال يذاكرون وذهنه مشغول بالحش الذي لا ينتهي بالجرايد (ونفخ) بعض رؤساء الأندية عليه وشحن الجماهير ضده ومع هذا كله نقول ليه حكمنا ما يركز في المباراة ؟!
المؤسف أن حكمنا يكون دائماً عرضة للعقوبات من لجنة الحكام رغم أنها لم توفر له الأجواء التي تساعده على النجاح!
لا تقاطعني!
يعجبني مقدم البرامج الرياضية الذي يتعامل مع المتداخلين هاتفياً في برنامجه بحس مهني ولا يترك لهم الحبل على الغارب بل يستوقفهم ويستوضح ويصحح ويعرض وجهة نظر الشارع الرياضي ومثل هذا المقدم من شأنه أن يقلص من عدد المداخلات الهاتفية ويدفع المتداخل لأن يكون أكثر حرصاً على أن يتحدث بعقلانية وأن يحترم المشاهد الذي يرى بعينه كل ما يدور حوله!
والمؤسف أن هذه النوعية من المقدمين نادرة والغالبية هم ممن يستسلمون للمتداخل عندما ينهرهم (لا تقاطعني) رغم أن المقاطعة تكون لازمة وضرورية عندما يبتعد المتداخل عن المنطق أو يعرض صورة للحدث من خياله ويحاول تسطيح المشاهدين أما عندما يتحدث المتداخل ويعرض وجه نظره باتزان وواقعية وبلا تعصب فهنا يكون من حقه أن يطالب بعدم مقاطعته!