كان المغفور له الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- يقول: إنه وجد حوله دائمًا الرجال المخلصين، الذين أعانوه وكانوا سواعده التي لا تكلّ وسيوفه التي لا تنبوؤ، وكثير من هؤلاء الرجال الذين عملوا مع الملك عبد العزيز في مطلع عمره وأثناء مرحلة التأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية، ذهبوا إلى رحمة الله وجميعهم نالوا شرف خدمة الملك عبدالعزيز، ومنهم الجد ناصر أبو ردون.
هو: ناصر بن صالح بن سعد البراك - الملقب ب(أبو ردون) المولود حوالي 1274ه في مدينة ثرمداء، حيث مسقط رأس عائلته والمتوفى سنة 1334ه في مدينة الرياض، ووالدته هي لطيفة بنت المشخص من عائلة المشخص المعروفة من بلدة مرات، حيث شارك ثلاثة منهم في فتح الرياض، وقد صلي على جِنازته المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، حيث علم بوفاته وهو في طريقه إلى إحدى غزواته ذلك العام وذلك حسب إفادة الأميرة حزوة الدامر - رحمها الله.
وكان قدوم الجد ناصر إلى مدينة الرياض بعد وفاة والده صالح، حيث سبقه إلى القدوم إلى الرياض والاستقرار بها وسكناها أعمامه - براك بن سعد البراك - ومحمد بن سعد البراك - وحمود بن سعد البراك، حيث كان سبب خروجهم من بلدتهم ثرمداء هروبًا وكرهًا للحكم التركي وذلك سنة 1234ه حينما استولى الأتراك على مدينة ثرمداء. وقد عاش الجد ناصر ونشأ في كنف أعمامه في مدينة الرياض ولقب ب(أبو ردون) وعرف به وحمل اللقب كذلك أبناؤه وأحفاؤه. وقد عرفت عائلة البراك المذكورة بولائها المطلق لأسرة آل سعود والدولة السعودية منذ القدم وقد شاركوا في العديد من المعارك ضد الغزاة وفي حروب التوحيد بقيادة المغفور له الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- ومنهم المترجم له الجد ناصر والملقب (أبو ردون)، حيث تذكر المصادر التاريخية مشاركته سنة (1321ه) في حرب القصيم، حيث ورد اسمه ضمن المجاهدين المشاركين في الحرب.
وفي سنة 1321هـ كذلك بعث الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- سرية إلى الزلفي وأمر عليها ناصر أبو ردون وهجم على الزلفي وكان النصر حليفه وقد أمنّها، حيث كان جيش الملك عبد العزيز في طريقه إلى القصيم، كما تذكر المصادر كذلك في سنة 1329هـ حينما اشتد الخلاف بين قاضي بريدة في ذلك الوقت الشيخ عبد العزيز بن بشر والشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليم وقد علم بذلك الخلاف أمير القصيم في ذلك الوقت الأمير عبد الله بن جلوي فأخبر الملك عبد العزيز فبعث إلى القصيم ناصر أبو ردون، وقد نال شرف خدمة الدولة السعودية وأسرة آل سعود أبنائه من بعده وهم سعد وصالح، حيث شارك ابنه سعد في حروب التوحيد منها معركة البكيرية، والسبلة، وحرب عسير واليمن.
ونذكر هنا عمهم الذي عرف بالشجاعة حمود بن سعد البراك، حيث ورد ذكره في حوادث سنة 1323هـ، حيث كلّفه المغفور له الملك عبد العزيز بلإحضار بعض المناوئين فقام بالمهمة فأتمها على أكمل وجه.
تغمد الله الملك عبد العزيز بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ورجاله المجاهدين آمين.
المراجع:
1 - جريدة الجزيرة: العدد (13343) الجمعة ربيع الآخر 1430هـ.
2 - مخطوط، عنوان المجد والسعد عبدالرحمن بن ناصر.
3 - مخطوط، (تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الواحد الديان) ج2، ط1 إبراهيم بن عبدالمحسن.
4 - مخطوط، (مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود)، الذكير ج3.5 - مخطوط، (تاريخ إبراهيم القاضي).
6 - وثيقة من مالية أبها.