أن تعالج أخطار البيئة والطبيعة، وأن تستثمر ما وهبك الخالق من خيرات؛ لتوظيفها التوظيف الصحيح؛ لتحسين البيئة والمناخ والمكان؛ حتى يستطيع الإنسان أن يعيش مطمئناً في المكان الذي وُجِد فيه، فهذا من الإحسان في المهمة التي كلفك الله بها، وهي حُسْن الاستخلاف في الأرض التي وهبها الله للإنسان؛ لاستصلاحها وجعلها مكاناً يستحق أن يعيش فيه.
وفي الأعوام الأخيرة تعرَّضت مناطق عديدة من الأرض إلى كوارث من جراء التعامل غير السوي مع الظواهر الطبيعية مثل ارتفاع نسب هطول الأمطار التي إنْ لم يُحسن التعامل معها فستتسبب في حدوث كوارث ككوارث السيول التي تضررت منها كثير من الدول والمدن، ومنها مدينة جدة التي تعرضت للسيول لعامين متتاليين.
كثير من الدول ودوائر الخدمات اهتمت واستعدت لهذه المعضلة؛ فوضعت الخطط وعالجت مسارات السيول وكيفية توجيه كميات الأمطار للوجهة التي يمكن تخزينها فيها والاستفادة منها وضخها للأماكن التي تحتاج إليها؛ ولهذا نجد أن كثيراً من الدول التي تتعرض لمثل هذه الحالات لا تعاني أية مشاكل؛ فتجد الشوارع نظيفة ولامعة بعد ليلة شهدت هطول أمطار غزيرة.
أما من ارتكن إلى السكينة والمعالجة الوقتية، وهو ما حصل لكثير من المدن، ومنها جدة فسيكون الوضع على العكس؛ ولهذا فقد اعتُبر مشروع التأهيل البيئي لمسار وادي السلي «شرق مدينة الرياض» إجراء ونظرة مستقبلية؛ ليكمل ما أُنجز لمشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة. وهذان المشروعان في حال اكتمال إنجازهما سيحققان تكاملاً يوفران لمدينة الرياض - وهي التي تفوق مساحتها مساحة الكثير من الدول - مجريَيْن بمثابة نهرَيْن يعملان عمل المصرف لمياه الأمطار والسيول؛ وبالتالي فبالإضافة إلى معالجة مشكلة السيول التي تعانيها كثير من المدن ستتم المعالجة بنظرة مستقبلية تحقق إضافة بيئية كنا نحلم بها نحن أبناء السعودية؛ إذ كنا نتمنى نهراً لعاصمتنا الحبيبة؛ فأصبح لدينا نهران عندما يكتمل مشروعا التأهيل البيئي لمسار وادي حنيفة ومسار وادي السلي.