محافظة البدائع تخطو خطوات حثيثة لتتربع على عرش مصاف كبريات محافظات القصيم!! ويذكر المؤرخون أن البدائع مشتقة من اسمها؛ فهي اسم وافق معناه، ولفظ طابق مسماه!! فهي مبدوعة حديثة، وكانت تسمى (الجنبة) فهي حديثة المباني عالية المعاني، أُنشئت نحو عام (1000هـ)، ورسمت حدودها عام 1299هـ، هكذا ذكر مؤخراً الموقع الإلكتروني، (والله تعالى أعلم).
وقد نَزَح أهلها من (الخبراء) و(الهلالية) و(رياض الخبراء).. وهذه منقبة حسنة أن يسبق التلميذ شيخه، والفرع أصله!
والعبرة بكمال النهاية لا بصغر البداية؛ لذا غالب عوائلها مترابط مع عوائل تلك المحافظات، ويسكن البدائع زهاء (50) ألف نسمة. وللبدائع ذكر في الشعر الجاهلي، وربما كان غير هذه التسمية الحديثة.
وأنا وإن كنت من خارج هذه المحافظة إلا أنني أشرف أن أرى محافظة البدائع تسابق الزمن بهذه الخطوات الوثابة، من حيث المشاريع التنموية، والزراعية، وجودة المسطحات الخضراء على الخطوط الرئيسية وفي الداخل، وتشكيل لجنة من رجالات البدائع للمطالبة باحتياجاتها، وتأمين سيارة خاصة لائقة لهذا الخصوص، وتحقيق مطالب الأهالي بكثير من المصالح الحكومية الخدمية مثل (الأحوال المدنية، والغرفة التجارية، والرقابة والتحقيق، والهلال الأحمر، والجمعية التعاونية الزراعية) وغيرها.. وإنشاء أسواق للأسر المنتجة، وسوق التمور، وملاعب رياضية، ومركز حضاري، وخط دائري يضم جميع أحياء المحافظة، وغيرها من المشاريع التنموية الرائدة.
ومنها ما تم إنجازه، ومنها ما هو تحت الإنجاز..
أقول تشرفني هذه المنجزات؛ لأن كل بلاد المسلمين لنا وطن، وكل أشجان المسلمين لنا شجن.
وحيثما ذُكِر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحِمى من لُب أوطاني!!
في الشام أهلي، وبغداد الهوى
وأنا في الرقمتين، وفي القسطاط جيراني!!
ولقد تلمست سر هذا النجاح؛ فأخبرني من أثق به بأن جُلّ ما تحقق ما هو إلا نتاج تكاتف الأهالي.
فلا شلت الأكف، ولا ثلمت لهم شبات، ولا فل لهم حد!!
إذا الحِمل الثقيل توزعته
أكفّ القوم، خفّ على الرقاب!!
وأهيب بهم أن يقفوا صفاً واحداً ضد كل من يحاول كسر لحمتهم، أو تثبيط عزائهم، فأمطري يا (بدائع) حيثما كنت سيأتيني خراجك!
فكل محافظات المملكة في عيوننا بالمُقل، ومن قلوبنا بالشغاف، فسيروا يا رجال (البدائع) على بركة الله، والله معكم والله يَتِرَكُم أعمالكم!
كونوا جميعاً يا بني إذا اعتراكمو
خطبٌ، ولا تتفرّقوا آحادا
تأبى السهام إذا اجْتمعْنَ تفرقاً
وإذا افترقن تكسرت آحادا!!
ولكي لا أبخس الناس أشياءهم أهيب برجال يقفون خلف هذه المنجزات المهمة، رجال لا نعرفهم لكنهم يعرفهم رجال الدولة في الوزارات والمصالح الحكومية، رجال حَمَلوا تشييد محافظتهم على أكفِّهم، رجال لهم هِممٌ عالية، ورجال لهم أياد بيضاء ندية، تتقاطر من التبرعات الخيرية!!
وأنا حقيقة أقترح أن يكون هناك تقييم للمحافظات على مستوى المملكة ليحيى من حيّ عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة!! أقصد ليكون في ذلك حافز وتشجيع لرجال الأعمال في المحافظات، وللتجار والأغنياء والمحسنين؛ لأن بعض محافظاتنا نمرُّ بها فإذا هي خاوية على عروشها!! بئر معطلة وقصر مشيد، ونحن أمة العدل {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} لا يستوي من يشيدون محافظاتهم، ويبنون حضاراتهم، مع البخيل الخامل الذي لا ينظر إلا لرصيده وأبنائه ونهمه وجشعه.
وللأوطان في دم كل حرٍ
يد سَلَفتْ، ودَيْن مستحق!!
أيها العقلاء، إن للوطن ديوناً حري بنا أن نسددها، وفضائل يجب أن نستشعرها، بل العلماء يقولون: إن الوطن إذا داهمه عدو - لا سمح الله - يكون حَمْل السلاح والجهاد فيه واجباً وجوباً لا عذر فيه.. ومن لم يقدم ويدافع فقد انغمس في الخيانة العظمى وتولى يوم الزحف.. والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ{15} وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (الأنفال 15-16).
أي فبغير هذه الاستثناءات المذكورة فإنه سيصلى هذه الأهوال.
والخطب في هذا سهل، ونحن بأمن وأمان بحمد الله، ولكن الشيء بالشيء يُذكر، ولكي تستفيد من مقالي ولو هذه الفائدة، إن كانت عزبت عن ذهنك، ولا أظن ذلك.
وفي الختام عذراً إن ندّ بَنَان، أو شَردَ بيان؛ فهذا جهد إنسان، والعصمة حكر على سيد ولد عدنان!! والسلام عليكم.
رياض الخبراء -ali5001@hotmail.com