مما يثلج الصدر هذا التقارب الجميل بين البرامج التلفزيونية الناجحة المؤثرة بإيجابية وبين الشعر الشعبي الرائع، بعد أن عانى الشعراء الرائعون في شعرهم (من منظور نقدي) لسنوات طويلة من تجاهل ما كان له أن يتم لو فُعِّل الإنصاف في تكافؤ الفرص في الحضور فهم في جعبتهم من خلال «فن الشعر» الذي يقدمونه بتداعياته، وأخيلته، ورموزه، وصوره مضافاً إليه ثقافتهم في دعم الحراك الأدبي كما ينبغي الشيء الكثير، والأستاذ تركي الدخيل المعروف بمهنيته العالية وحسه الإعلامي المتفرد كشف في لقائه مع الشاعر عبدالرحمن الشمري عن معرفة خاصة في ثنايا القصيدة الشعبية من خلال حواره مع الشاعر الذي تخلله الحديث عن أصغر تفاصيل الشاعر من خلال قصائده بمزيج الإعلامية الدقيقة والأدبية النقدية المحددة، من جانبه كان الشاعر عبدالرحمن الشمري أنموذجا رائعا للشاعر المثقف الذي يدرك تماماً أبعاد ما يتطرق إليه بثراء مخزونه اللغوي وحديثه المستفيض عن مدارس الشعر وتنوع لهجات شعرائه، كما تطرق لأكثر من جانب مضيء في مشواره مع الشعر ومحطات نجاحاته وما اكتنفها من منعطفات تجاوزها بأصالة موهبته وذكائه وعزمه على حصد قطاف ما وصل إليه كأحد الأسماء المعروفة في مجاله.