تحدث معي أكثر من شاعر شعبي جزل ومعروف بما فحواه ومختصره أننا نود أن نقدم الوجه المشرف المشرق للشعر الشعبي بقصائدنا المتنوعة الأغراض وتحديداً الهادفة بعد أن أعطى (سامحهم الله) بعض الشعراء انطباعاً سيئاً عن بعض ما يقدم من نماذج للشعراء الشعبيين السعوديين في الآونة الأخيرة، وتحديداً خارج السعودية، بمباركة من كرسوا (لثقافة المال مقابل الشعر) فقط بعيداً عن دور الشاعر الأنموذجي تجاه مجتمعه من خلال شعره، وأضافوا: (أعطونا الفرصة ثم حاسبونا كما شئتم)، شريطة أن يقدمنا في مهرجانات الشعر ومحافله العامة الرسمية من يُناط به الدور كمتخصص من واقع خبرة وثقافة ووعي بأبعاد الشعر وتأثيره الإيجابي بشكل محدد والابتعاد عن السلبيات التي نخرت في جسد الشعر كالعصبيات و(المصالح الخفية المتبادلة) التي غُيِّب معها المبدعون وأُشرعت أبواب الشعر الخلفية فيها للمنتفعين بشكل مخجل بالأدلة الموثقة الماثلة للبديهة دون أدنى إعمال لمنطق الفكر لرسم ملامحها؛ فالشعر في جوانبه الإيجابية صوت للحمة الوطنية والولاء لولاة الأمر والوطن، ويحث على مكارم الأخلاق والقيم النبيلة ووحدة الكلمة والهدف النبيل ومحاربة الإرهاب والمخدرات والعادات السيئة الدخيلة، وكان لسنوات طويلة في حياة الأجيال الماضية في الجانب الجزل الراقي منه مدرسة أجيال في الحكمة ومكارم الأخلاق والحث على العصامية والإنتاجية المشرفة وعزة النفس وتوجيههم لما من شأنه صلاحهم وفلاحهم.
وقفة:للشاعر محمد بن ناصر السياري - رحمه الله -:
أقوم بالماجوب وأدرى الملامه
يشين وجه الوقت وإلاَّ يزيني
ولا خير باللي ما يثبِّت كلامه
وإلا بدرب المرجله يستهيني