Tuesday  04/01/2011/2011 Issue 13977

الثلاثاء 29 محرم 1432  العدد  13977

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ضمن نشاطات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني جرت في الأيام الماضية لقاءات اشترك فيها عدد من المثقفين من الجنسين، وكان العنوان: (القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية) ورغم أن العنوان طويل جداً ولكنه يبحث عن رؤية

واضحة لأن المسئولين عن المركز يبحثون عن الجوهر أو عن المختصر المفيد!

أبناء الوطن على علم ودراية في إطار الفهم الذي يساعد على وضوح الرؤية ومع ذلك فهو أمر طيب وخيرّ ومفيد؛ لأن مشاركة المثقفين لها تأثير مباشر في العمل على معالجة كل القضايا التي تهم الوطن وأبناءه وهذا مطلب ملح لولاة الأمر سدد الله خطاهم ومطلب مهم للوطن ولأبنائه وكذلك للزمن الذي نعيش فيه. ولأن لكل مثقف ومثقفة رأيه الخاص به وهؤلاء لا يمكن أن يكون أحدهم مصلحاً أو منقذاً فكرياً ولكن هذا لا يمنع أن يقف المواطن على الأبيض والأسود وأن يقف على حقيقة ما كان يطرح ويجري في أروقة المؤتمر. أما ما يخص جانب القبيلة فإن الأطروحات والآراء لم تتمكن من تغطية هذا الجانب سلباً أو إيجاباً، مدحاً أو قدحاً لأنه موضوع كبير؛ لأن القبيلة عاشت على هذه الأرض منذ أقدم العصور ولا أحد ينكر وجود القبيلة كرافد مهم! أبناؤها يمثلون الصفوة والإقدام والتاريخ والهمة والصبر والصحوة والإقدام في أوقات المحن والشدائد مع التمسك بالقيم والتقاليد، كانوا يكرمون الضيف ويغيثون الملهوف بعيدين عن النفاق يرفضون الكسل والبخل وكانت أرض الجزيرة أمهم التي تلدهم ويتكاثرون في ربوعها، كانوا ينهبون ويسلبون ويعبدون الأصنام، ثم جاء الإسلام ليخلصهم من كل الشرور ويعيدهم إلى عبادة الرحمن وأنقذهم سيد البشرية من الفتن وحوّلهم إلى أناس متحابين متوكلين على الله، كل واحد منهم يحب لأخيه ما يحب لنفسه بعيدين عن الفساد والظلم، لقد حل الدين الإسلامي الحنيف محل العصبية القبلية وأصبح عليهم دمهم حراما وما لهما حرام مع ملاحظة الإبقاء وبشكل رسمي على كل ما يتمتعون به من خصال حميدة وعادات طيبة. وفي صدر الإسلام وطيلة الخلافات الإسلامية شارك أبناء القبيلة في نصرة الحق ودحر الظلم، وفي الفتوحات الإسلامية كما أنه في عهد الملك عبدالعزيز لا أحد ينكر دور القبيلة في التأسيس مما جعل الملك المؤسس يعطي أبناء القبائل أدواراً ومهام لتثبيت أركان الدولة السعودية - حماها الله -.

وفي عصرنا الحاضر فإن وسائل الإعلام ساهمت في تكريس المفهوم القبلي الخاطئ والتعصب الأعمى، هذه الوسائل لم تتحدث عن القيم والفضائل التي يتمتع بها أبناء هذا الوطن دون استثناء بل أتاحت الفرصة لإثارة النعرات ولو أنها نبهت الأجيال الحالية إلى ما كان عليه أسلافهم من تمزق ونزاعات وفقر وجوع ومرض وخوف لكان ذلك من باب الإرشاد والتوجيه والتذكير، ولكن هذا لم يحدث لا من قبل الوسائل الإعلامية التجارية ولا حتى الرسمية منها. من هنا لا يمكن لأحد عاقل متزن أن يفضل القبيلة على الوطن؛ لأنه لا يمكن الحصول على مستقبل حضاري مشرق ووطن مزدهر مع هذا التوجه، وبالمقابل لا يمكن محاكمة القبيلة على أنها معول هدم وتخلف بل يجب معالجة كل الظواهر السلبية في المجتمع وتحويلها إلى ظواهر ايجابية، وعلينا التكاتف لمحاربة كل ما يعيق تقدم بلادنا وازدهارها بعيداً عن التعصب الأعمى. فالوطن للجميع وكلنا للوطن وكلنا شركاء في حبه وحمايته والانتماء الحقيقي إليه لا لقبيلة ولا لمنطقة دون أخرى، ولنعلم أن الأحداث المحيطة بنا تتطلب منا أن نكون صفاً واحداً ضد من يحاول النيل من وحدتنا الوطنية.

 

الوطن والقبيلة
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة