قد يتبادر لذهن أحدكم ارتباط الموضوع باختيار قطر لاستضافة المونديال لعام 2022م، وبالرغم من أن ذلك أفرحني كثيراً؛ إلا أن حديثي هنا عن الدوحة من زاوية ثقافية، ولقد استحقت أن تكون عاصمة الثقافة العربية لعام 2010م، حين سنحت لي الفرصة لزيارة متحف الفن الإسلامي بعد افتتاحه ببضعة أشهر، فأذهلني ما رأيته ليس على مستوى المقتنيات النفيسة فقط؛ بل لمستوى البناء المعماري والموقع والتنظيم والمركز التعليمي المرافق والمكتبة الثرية بكل ما له علاقة بالفنون الإسلامية، علمت حينها عن توجه هيئة متاحف قطر لافتتاح المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، وبالفعل تم افتتاحه يوم الخميس الماضي 30 ديسمبر، وهو يضم مجموعة لا مثيل لها من الأعمال الفنية العربية الأصلية من القرنين الـ19 والـ20، تتكون من آلاف اللوحات والمنحوتات وغيرها من أعمال تشكيلية، جمعها مؤسس المتحف الشيخ حسن بن محمد آل ثاني، حيث غُرِست بذور هذه الفكرة على يده منذ عشرين سنة. وكأي متحف عالمي يضم هذا المتحف جناحاً تعليماً، مكتبة ومتجراً بالإضافة للمقهى، إلى جانب ذلك ينظم المتحف عدداً من الأنشطة كالبرامج المدرسية ولقاءات الفنانين وَورش العمل المتعددة، ليس هذا فحسب بل الحضور الإعلامي للمتحف عبر القنوات المتعددة إلكترونياً كالفيس بوك والتويتر والمدونة الخاصة لعرض الصور والفيديو وقوائم البريد الإلكتروني لتزويد المشتركين بكافة الأخبار وجداول البرامج باللغتين, والأجمل من كل هذا وذاك هو أهداف المتحف التي من بينها إيجاد بيئة حوارية تفاعلية بين الباحثين والمهتمين لمناقشة الفنون العربية المعاصرة لإثراء البحث العلمي، من خلال إستراتيجية معينة يتبناها المتحف في تنظيم زمني محدد، هذه البداية القوية المنظمة جديرة بالاهتمام والمحاكاة خاصة لدينا هنا تزامناً مع ازدياد أهمية الفن التشكيلي ثقافياً واجتماعياً.
Hanan.hazza@yahoo.com