تعاقب رؤساء كُثر على بيت الفنانين التشكيليين فشكلوا إدارتهم وكيفوا أعمالها وسياساتهم الإدارية بما يتناسب ورؤاهم الشخصية، وخبرتهم ومعرفتهم التاريخية والميدانية للبيت، وعلاقاتهم بالفنانين، واندماجهم في الساحة التشكيلية المحلية من خلال فنهم.. فكان مشوارهم حافلاً بالإنجازات الكثيرة التي أعطتهم الحق في توليهم الرئاسة.. فقدم العديد منهم الكثير الذي عاد بالمصلحة للحركة التشكيلية وساهم في تحقيق الأهداف المنشودة من تأسيس البيت.. كل بقدر إحساسه بالمسئولية وتفانيه بما يخدم التشكيل عبر سنوات رئاسته. ولا نستطيع أن ننكر وجود بعض السلبيات والعثرات كان بالإمكان عدم تجاوزها والوقوف عليها للحد من تفاقمها. وتظل الميزانية وإيجار الصالة المكلفة هماً لا مخرج له عادة وسبباً لفرار رؤسائها السابقين. لقد واجه بيت الفنانين التشكيليين، خلال سنواته الأخيرة وحتى الوقت الراهن تساؤلاً هاماً تمثل في: لماذا لا يؤسس مقر خاص ببيت الفنانين التشكيليين، وصالة عرض مجهزة بكل المستلزمات الحديثة للعرض بما يتوافق مع التطور الملموس من نهضة وطنية، فالثقافة والفن عاملان هامان للازدهار ويلزم تواجد مقر ثابت يلم شمل فناني وفنانات المملكة على صعيد وطني ويعد مرجعية للوافدين من الزوار الأجانب من الدول الشقيقة والصديقة لتبادل العلاقات الثقافية الفنية..

إن استقطاب الفنانين والفنانات المخضرمين منهم والجيل الثاني لإقامة دورات على مدار العام.. تعطي البيت حافزاً للمضي قدماً بتحقيق أهدافهم، وللفنانين من الجيل الجديد توجيه صحيح، والفرصة مفتوحة للجميع من مناطق المملكة وليس جدة فقط مما يسهم في عملية تبادل الخبرة والتواصل ثقافياً وفنياُ بين المناطق.. الوزارات ودورها الهام، فمثلاً لو عملت مجلة سنوية عن الفن التشكيلي بالربط مع جهاته المعنية متمثلة في وزارة الثقافة والإعلام والتنسيق مع بيت التشكيلين ومن ثم إصدار أعدادها دورياً وإهدائها إلى وزارات دولية صديقة يعزز أواصر الثقافة والفنون ويسهم في نشر الأنشطة والورش والمعارض المقامة الجماعية والفردية تعريفاً وتوثيقاً لجهود فناني وفنانات المملكة عبر اعدادها دولياً.. الشركات والمؤسسات التجارية مكملان للنهوض بالحركة الثقافية والفنية عن طريق الدعم والرعاية وبث ذلك إعلامياً وللصحافة دورها الأهم.. فالترويج والتسوق للوحات المتكدسة عادة لدى الفنانين التشكيليين عن طريق مزاد مفتوح في مقر البيت التشكيلي وهم بدورهم يسوقون المقتنيات في مزادات دولية..

ومن أهم أساليب التواصل والانتشار الحديثة في عالم المعلومات اليوم هو تأسيس موقع إلكتروني خاص بالبيت التشكيلي بشكل يرقى ومستوى الثقافة والفنون ويوفر دراسة الواقع الثقافي التشكيلي، وتشجيع الفنانين على التقديم لنيل عضوية البيت والتواصل بأنشطتهم وتسهيل دخولهم للموقع بفتح صفحات لأعمالهم والتعريف بسيرتهم ومراحلهم الفنية مع الإشراف والمتابعة من قبل إدارة البيت التشكيلي والعمل على تنظيم العملية تقنياً.. أسوة بدول أخرى أثبتت نجاح تأسيس مواقعها المرجعية والخاصة بالحركة بشكل شامل وفتح سوق مزاد إلكتروني منفتح على العالم يعطي نتائج مبشرة ويسارع في تحقيق أهم الأهداف لدى الفنانين التسوق لأعمالهم.

ليلى جوهر - تشكيلية وكاتبة