يحرك معرض سايتك والذي أقيم في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز في الخبر الركود الحاصل في الساحة التشكيلية في المنطقة الشرقية، ويأتي تميز هذا المعرض في تنوعه وتعدد مناطق المشاركين فيه، بل وبلدانهم فالمنظمون اتجهوا إلى بعض البلدان القريبة؛ كالبحرين وقطر والإمارات لمشاركة بعض فنانيها في المعرض بجانب فنانين من الاردن ومصر والعراق وسوريا وربما هؤلاء من المقيمين في المملكة، عدا محمد العامري من الاردن، ولذلك، فقد نعت الفنان عبدالله نواوي المعرض بالعربي أو أقلها الخليجي وهذه المبالغة سبق أن قدمها الفنان سعد العبيد في الملتقى الذي نظمه قبل عامين تقريبا بمنزله، والواقع الساحة لا تAحتاج إلى هذه التسميات لأنها قادرة على تقديم نفسها على وجه جيد ومستوى يكفل القول بمعرض محلي له مواصفاته وأسمائه، ولعل هذا ما أوقع بين الزميلين نواوي وعلي ناجع الذي حضر إلى الخبر مشاركا في ندوة قدمت بمشاركة كاتب السطور والفنان أحمد منشي، ولأن التنسيق للندوة لم يكن كافيا فقد تشعبت المواضيع وتحدث كل منا عن جانب يعبر عن قناعاته الخاصة، فكان اختلاف (ناجع- منشي) في التغريب الذي يصف به منشي التجارب التحديثية وتأكيدا على أهميتها عند ناجع، ولكن وفق رؤى وتصورات وقواعد تعني الانطلاق من قاعدة وممارسة واعية، ولعل التفاعل الواضح تجاه ما قاله ناجع يؤكد أهمية الوعي بالممارسة التشكيلية وفق رؤية واضحة وثقافة فنية داعمة. المعرض كان بمثابة المهرجان، انتهى مع يومه الثاني فاليوم الاول كان الافتتاح والورش أما اليوم الثاني فقد تسبب سفر عدد من المشاركين الذين حضروا من بعض المدن في تأخير الندوة التي كان مقررا لها الخامسة مساءً فلم تقم إلا بعد وصول الفنانين من رحلة فنية الى البحرين، ذلك في التاسعة مساء تقريبا واستمرت لأقل من ساعة ونصف كان الحضور فيها جيدا نسبيا.
المعرض مع حجمه وكثرة أعماله فقد كان المتقدم للمشاركة فيه كثيرا والعرض لم يكن كما بدا لي ومن خلال استبعاد اعمال ذات مستوى فني عال خاليا من مجاملة بعض المتقدمين او المتقدمات كما أن التراص وعدم الانسجام ما بين المعروضات، وكذلك تخصيص أماكن غير مناسبة لمتقدمين في مواقع ناشزة، كل ذلك يقلل من القيمة الفنية التي نتوخاها من مثل هذه المناسبة التي توجهت إلى معظم المناطق و تقدم للمشاركة فيها أسماء معروفة كعبدالله الشيخ او عبدالله ادريس او عبدالله المرزوق او ابراهيم بوقس أو عبدالله حماس أو طه صبان أو علي الصفار أو زمان محمد أو غيرهم، وأميل إلى التعليق الذي طرحه زميلنا ناجع عن أن مشاركة بعض هذه الأسماء لم تكن كما يتوقع فهي ذات تجارب معروفة ومتقدمة، وربما كان لطريقة العرض تأثيرها على تقديم الاعمال والتجارب الفنية، لعلنا نجد في بعض مواقع العرض كالجزء الذي قدم عملا كتابيا على خلفية من القماش وعلى استاند او حامل للرسم غير ملائمة، بعض الاعمال الصغيرة التي وضعت في جوانب وزوايا ضيقة، الحواجز التي وضعت في اليوم التالي، على ان المنحوتات كانت ذات مستويات لا تتجاوز كثيرا الموجود محليا، فهناك على سبيل المثال اعمال الطخيس والدحيم ومهدية ال طالب وآخرون، واوجدت الورشة الفنية التي اقيمت في اليوم الاول حيوية كبيرة خاصة مع طرح موضوع شفاء خادم الحرمين الشريفين اما المشاركون فكانت استجابتهم جميلة والاعمال على تقاربها وتشابهها الا انها حملت مضمونا واحدا، كان العمل فيها بألوان الاكريلك او اقلام الرصاص او الفحم وكانت الجلسات الجانبية اكثر حرية وامتدادا في الحديث عن الفن وهمومه. تبقى المناسبة هامة في الاخذ بأعمال الفنانين السعوديين نحو زملائهم في مناطق ربما يعرضون فيها لاول مرة او لمرات قليلة، كما أن المشاركة العربية مع تميز بعضها(محمد عتيق ومحمد العامري) لم تكن في عمومها كما نفترض اضافة للمعرض، وما اتمناه ان تقدر الاعمال ذات المستويات الجيدة بأن تقتنيها سايتك إذ وجدت في مبناها عددا كبيرا من الاعمال للفنانة ندى فرحات مقتناة من وقت سابق، وتمنيت ان تكون المقتنيات متنوعة بالاتجاهات والاساليب الفنية للفنانين التشكيليين السعوديين، وهو ما اود تعويضه من خلال أعمال هذا المعرض. لا أعلم ما اذا كانت هذه المناسبة هي الأولى التي تتبناها سايتك تجاه الفن التشكيلي خاصة انها المرة الاولى التي أزور فيها مركز الامير سلطان بن عبدالعزيز بالخبر، الا انني اؤكد على اهمية تكرارها خاصة اننا سمعنا قولا للفنان عبدالله نواوي عن بينالي اسلامي ستتبناه سايتك.