شاركت في الندوات التي تم تنظيمها على هامش معرض سيتي سكيب في مدينة الرياض مؤخراً وعلى مدار عدة أيام وكان الشيء الملفت للانتباه حقاً والذي لم أكن أتوقعه أن الشركات الكبيرة والصغيرة على حداً سواء تعمل بدون أية معلومات موثقة ومدروسة، بل هي تخرصات واستنتاجات شخصية.. ورغم أن بعض هذه الشركات لديها مخزون مادي هائل يتجاوز أي شركة صناعية أو طبية وبمراحل إلا أن هذه الشركات هي أقل الشركات في سوقنا المحلي استثماراً في المعلومة الصحيحة، ولقد سألت معظم ممثلي الشركات الذين حضروا في هذا الندوة فرداً فرداً عن وجود مكتب خاص بهم للبحث والتطوير وهو عادة يكون المكتب المسؤول في الشركات لإعداد الأبحاث التسويقية المدروسة وكان الجواب النفي ولأكون منصفاً هناك شركة واحدة فقط ذكر ممثلها أنها تعمل مع شركة معروفة متخصصة في هذا المجال وهذا لا يكفي، فالملاحظ أنه لا توجد دراسة حقيقية من ناحية السكن والمساحة المطلوبة بطريقة المسح العام الذي يشمل شريحة كبيرة ولا يوجد أية نوع من الدراسات التي توضح شرائح المجتمع واحتياجتها ونوعية المباني والمواد المستخدمة وتكلفتها الحقيقية، بل إن الأغلب يعتمد على دراسات إحصائية رسمية لا نعلم مدى صحتها من ناحية علمية فكيف يأتون بمنتج مناسب لهذه الشريحة أو تلك دون هذه المعلومات الهامة للتخطيط والاستثمار.
وبالمقارنة ببعض الشركات الصغيرة المتخصصة ببناء الفلل السكنية فإن الأخيرة لديها معلومات هامة جداً من خلال خبرتها، فالمستثمرون الصغار لا يدخلون في المشاريع الضخمة بعكس الشركات الكبرى فلا تقبل إلا بدخول مشروعات كبيرة وبمبالغ هائلة وليس لديها استعداد للقيام بمشاريع صغيرة وبطرق بسيطة غير مكلفة خاصة للشريحة المتوسطة على الأقل ومن غير المنطقي تعليق الشماعات على الجهات الحكومية وعوائقها رغم أن هذا واقع ولكنه ليس عذراً، هذه رؤية شخص خارج المجال واستنتاج من واقع ممارس علمي في مجال آخر ينطبق عليه ما ينطبق على أي مجال وهو وجوب الاستثمار في المعلومة الصحيحة.