لا شك أن الهدف الرئيس من اللقاءات التي يعقدها أبناء الجمعيات المتخصصة هو مناقشة همومهم وكل ما يجد في تخصصهم، وتقديم الأبحاث العلمية، وغالب ما يقدمه أعضاء هذه الجمعيات في ملتقياتهم إنما هو أبحاث متخصصة يستهدفون بها بالدرجة الأولى أبناء تخصصهم، وهذا حق مشروعٌ لهم، لكن أن يوفَّق أبناء أي جمعية في مسك العصا من المنتصف بتقديم بحوثهم والقيام برحلاتهم وحفرياتهم الأثرية وفق المعايير والمناهج العلمية وهم في الوقت نفسه يخاطبون الشريحة الكبرى من عامة الناس بموضوعات يخرجون منها بقدر لا بأس به من الفائدة والمتعة.. فهذا شيء رائع.
وأحسب أن الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، التي يقف على رأسها ثلة متميزة من أبناء هذا الوطن، قد وُفِّقت إلى ذلك؛ فقد قدمت هذه الجمعية في لقائها السابق بحوثاً عدة كانت محل عناية عامة الناس، كما هو الحال بمتخصصيهم، وأذكر على سبيل المثال أن الجمعية قدمت في لقائها في العام المنصرم، الذي كان لنا في صحيفة الجزيرة شرف الانفراد بنشر ملخصات جميع بحوثه وما قدم فيه من أوراق، ورقةً عن الطراز العمراني في الزلفي، وحظيت هذه الورقة بعناية كبيرة؛ كونها تناقش بقعة غالية من أرضنا الطاهرة، وكانت هذه العناية من المتخصصين وعامة الجمهور على حد سواء.
وفي هذا العام ستقوم الجمعية بعد انتهاء أوراق العمل في هذا المؤتمر برحلة آثارية علمية إلى محافظة الخرج؛ لاستكشاف أكثر من موقع أثري وبعض المقابر التي تعود إلى ما قبل الميلاد؛ حيث إنهم سبق أن زاروا في العام الماضي بعض الآثار في مدينة الدرعية التي سُجّلت فيما بعد ضمن الآثار العالمية.
لن أُطيل عليكم، لكني أجزم بأن هذا اللقاء سيقدم الكثير من الموضوعات التي تخدم وطننا الغالي، الذي يخطو خطوات كبيرة في كل المجالات العلمية، وعلى رأسها مجالات السياحة والآثار.
وأخيراً، كل الشكر والتقدير لراعي هذا اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رجل السياحة والآثار الأبرز والواعي، وصاحب النظرة المستقبلية، وجميع منسوبي هذا الجهاز الذي يسابق الزمن.
للتواصل: فاكس : 2333738