|
الرياض - سعود الشيباني - سفر السالم
شدد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على أهمية تعامل رجال الحسبة للناس بالرفق واللين والستر، والالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنّة.
وأكد سموه في كلمته التي ألقاها خلال الحفل الختامي لملتقى (خير أمة) الثالث التي تنظمه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع الرياض في مركز المعارض الدولي بمنطقة الرياض مساء البارحة، أكد أن هناك دعما كبيرا من الدولة لجهاز الهيئة، حيث إننا نساند أي شيء في كتاب الله وسنّة رسوله، من خلال دستور الدولة الذي يستمد من الشريعة الإسلامية، فمن قيام الدولة الأولى على يد الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذلك الدولة الثانية والثالثة التي تسير على نهج الدين فإن التعاون موجود، فنحمد الله أن جعل هذه البلاد تحكم بالشريعة السمحة، فهي بلد الحرمين وقبلة المسلمين وهي نعمة كبيرة، فأول بيت وضع للناس في مكة ونزل القرآن بلغة عربية ونبي عربي وهذا ترحم من الله يجب أن نحافظ عليه.
وبين سمو أمير الرياض أن هناك تعاونا بين الهيئة والإمارة وكذلك مع كل قطاعات الأجهزة الحكومية، مؤكدا أن التعاون أتى ثماره وجعل الجميع يتعاونوا على البر والتقوى.
وقال سموه لرجال الحسبة: أنتم مسؤولون، فأدواركم في السابق كانت تشمل كل الخدمات حتى الأمور الخدمية مثل البلدية، ومع تشعب الأمور أصبح عمل الهيئة محددا في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
من جانبه، قال سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء: إن علاقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن تكون علاقته جيدة مع أطياف المجتمع، لان رجال الأمر بالمعروف متى ما كانت نيتهم صادقة كانت علاقتهم قوية بمن حولهم، وذلك من خلال حملهم قلوبا رحيمة، مشيرا إلى أنه لابد من إيصال المعلومة الخيرة وتخليص المخطئ من أسر الشيطان وإصلاح أخطائه بأسلوب حكيم وليس بالأسلوب المتسلط، لعل ذلك أن يؤثر عليه بالرجوع للحق.
وأكد المفتي العام أهمية السعي في الإصلاح والتنوير من خلال إذا رأى المخالف أن يبصره ويحب له الخير ويسعى في ذلك، لا أن يكون فرحا بالخطأ، مؤكدا أن خلق سيدنا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو رؤوف رحيم بنا، ورأس الخلق ومقدمه.
وطالب الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من رجال الحسبة أن يكونوا بالمستوى اللائق بهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يتميزوا بقلوب رحيمة، مؤكدا أن دستور الدولة ومنهجها قائم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فيما ألقى الشيخ عبد العزيز الحمين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلمته التي أثنى فيها على الرعاية الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لهذا الملتقى الذي ينظمه فرع الهيئة بالرياض، مؤكدا أن الأمير سلمان ضرب المثل والقدوة في احتفائه بالخير والبر ورعايته وتكريمه، من خلال حبه لأهل الخير الذين بادلوه الحب والخير، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يعد حلقة جديدة ضمن سلسلة أعمال سموكم الجليلة لترسيخ نهج هذه البلاد، فقد اعتنى الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعله أساسا من أسس الخير وسببا من أسباب استخلاف الأمن في الأرض وواجبا من أهم واجبات من أمكنه الله أمر هذه الأمة، التي ستبقى هذه الشريعة شاهدا في كل زمان ومكان.وأضاف الشيخ الحمين أن لكل أمة من الأمم ثقافتها في الأمر بالمعروف ولكن يختلف المصدر الذي يحدد نوعية تطبيق هذه الثقافة، مضيفا أن تطبيق هذه الشريعة تجعل الأمن قويا.
وبين الرئيس العام للهيئة أن بلادنا سخرت كل شيء في سبيل تقديم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأسلوب الحكيم، مبينا أن الهيئة رصدت بعض الظواهر السلبية والسلوكيات الخاطئة من بعض شبابنا ولابد من تجديد الشراكة وتنوع الخطاب لحفظ شباب وفتيات هذا الوطن الغالي.
واختتم الشيخ الحمين كلمته بالشكر لراعي هذا الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز التي ستبقى سيرته عطره في كل محفل خير لما حظي به من دعم ورعاية.
فيما ألقى الشيخ عبد الله الشثري مدير فرع الهيئة بالرياض كلمته التي أشار فيها إلى ما حظي به الملتقى من دعم كبير من خلال موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وتشجيعه، الذي كان سببا في دعم المسيرة.
وأضاف الشيخ الشثري أن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه المرحلة تستوجب منا التنوع في الطرح واختيار الأسلوب الأمثل في هداية الناس والدلالة على الخير ومن هنا كانت الرغبة في تكرار هذا الملتقى «خير أمة» لما لمسناه من إشادة كبيرة من الرجال والنساء وكل أفراد المجمع، الذي جعل الهيئة تتواصل مع كل فئات المجتمع.
وبين الشيخ الشثري أن الملتقى اشتمل على العديد من المحاضرات بمشاركة نخبة من الدعاة والداعيات وتركز على ترسيخ الأمن الفكري على مدى ستة أيام، كما تزامن مع الملتقى لقاءات مفتوحة لمسؤولي الهيئة مع كل أطياف المجتمع، وكذلك إقامة دورات تدريبية حول المعاني القيمة في المجتمع وزيارات يومية لطلاب المدارس، مبينا أن الفكرة انتقلت في عدة مناطق من المملكة وكل ذلك في ظل توجيهات الرئاسة العامة وعلى رأسهم معالي الشيخ عبد العزيز الحمين الرئيس العام للهيئة.
وأكد الشيخ الشثري أن الملتقى وضع كاستراحة ليتم الاستفادة منه لمعرفة دور الميدان من خلال تواصل وتلقي الاقتراحات من الزائرين، مؤكدا أنه تم الاستفادة من ذلك.
وشكر الشيخ الشثري كلا من الأمير عبد العزيز بن عياف أمين منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض المهندس عبد اللطيف آل الشيخ لما قاما به من دعم كبير طيلة أيام الملتقى.واختم الشيخ الشثري حديثه بأن يلبس خادم الحرمين الشريفين لباس الصحة والعافية وأن يعيده لوطنه سلاما معافى، وأن يحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز من كل مكروه وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية.
فيما ألقى الشاعر عبد الرحمن العشماوي قصيدة باسم «خير أمة»، واختتم الملتقى بتكريم من الأمير سلمان للجهات المشاركة والراعية للملتقى.