|
الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي :
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز مساء أمس الأول الأحد حفل افتتاح معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي تنظمه دارة الملك عبدالعزيز ويستمر لمدة شهر ونصف الشهر بدعم من شركة أرامكو السعودية، بحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وعند وصول سموه كان في استقباله معالي وكيل إمارة منطقة الرياض عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود، ومعالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري. بعد ذلك بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم ألقى معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة دارة الملك عبدالعزيز قدم من خلالها شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على رعايته للمعرض ضمن ما تلقاه الدارة من سموه من دعم واهتمام حتى أصبحت رائدة في خدمة التاريخ الوطني، كما سرد معاليه في كلمته العناية التي لقيتها المخطوطات منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى حيث كانت الدرعية بمثابة عاصمة الجزيرة العربية للثقافة والعلم حتى عهد الدولة الحديث والعناية المهمة التي خصّت بها المخطوطات والوثائق التاريخية والكتب بصفة عامة في عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وكان لها الأثر الكبير على انتعاش حركة التأليف. وعدّ الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز هذا المعرض نتيجة حراكٍ ثقافي قامت به الدارة لإنقاذ المخطوطات باهتمام ودعم من سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ووفاء للعلماء والماضي العلمي العريق، وشكر معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلاً من معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على تعاون الوزارة في إنشاء مركز متميز للتاريخ الرقمي سيخدم المخطوطات التي ستكون أحد عناصره المهمة. كما أثنى معاليه على شركة أرامكو السعودية وعلى تعاونها المثمر مع الدارة لإنجاح المعرض بدعمها وحضورها الكبير العلمي والاقتصادي بوصفها شركة عملاقة تعي دورها الاجتماعي والثقافي. كما شكر المكتبات المشاركة في المعرض ومن أوقف أصحابها مخطوطاتها على الدارة وسرد معاليه أمام الحضور أسماء تلك المكتبات عرفاناً لدورها في خدمة مصادر التاريخ الوطني وتاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة وتعاونها مع الدارة في مجال حفظ المخطوطات. بعد ذلك ألقى معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية -الشركة الداعمة للمعرض- كلمة أشاد فيها بالدور الرائد لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز من أجل الحفاظ على التراث الوطني، مشيراً معاليه إلى أن التراث ثروة ثقافية وفكرية وعلمية يجب العناية به خاصة أن المملكة العربية السعودية تمتلك رصيداً منه أثرى العلم في الجزيرة العربية ويتوجب حفظه بصفته أيضاً ثروة وطنية تسهم في دعم حركة البحث العلمي وتنمية الشعور باللحمة الوطنية مستدلاً بما يلقاه هذا التراث الكبير بمعرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط الذي تنظمه الدارة ويفتتحه سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز. وأشاد بدور دارة الملك عبدالعزيز في هذا الجانب حتى أضحت من المؤسسات الفكرية والثقافية المميزة، محلياً وعالمياً، وأكد معالي المهندس النعيمي أن مشاركة شركة أرامكو السعودية للمعرض إنما هي تماشياً مع رؤية وتوجيهات جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بأن تضطلع الشركة بدور تنموي وفكري واجتماعي بالإضافة إلى دورها البترولي. وذكر معالي وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية في كلمته عدداً من المشروعات والأنشطة والبرامج العلمية الميدانية التي قامت بها الشركة لخدمة الآثار والتراث في المملكة العربية السعودية ومنها تطوير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي والعلمي. ثم ألقى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس مجلس إدارة دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة كلمة عن المشاركين في معروضات المعرض أشار فيها إلى التراث العلمي العظيم الذي ورّثه الأسلاف من العلماء وطلبة العلم من المؤلفات المخطوطة لخدمة الكتاب والسنة وعلومهما وما تميز به عصر الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- من المشاركة الثرية في خدمة العلوم الشرعية وبخاصة في جانب العقيدة والدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والبدع، وأن واجب الأجيال التالية حفظ هذه المخطوطات النفيسة حتى لا تتعرض مثل غيرها للتلف أو الإهمال. ودعا مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الجميع للتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز لحفظ المخطوطات وإيداعها في خزينتها حتى تكون في مكان واحد ما يضمن مساهمتها في حفز حركة البحث العلمي، وأن لا تكون حبيسة الأدراج، مشيراً سماحته إلى العناية الكبيرة التي وجدتها المخطوطات من دارة الملك عبدالعزيز سواء في تتبعها ومحاولة اقتنائها بالإهداء أو الشراء أو في حفظها بوسائل تقنية حديثة ومعالجتها بالمواد الحافظة اللازمة والمناسبة للإبقاء على جودتها وإطالة خدمتها للباحثين والمؤرخين. واختتم سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ورئيس هيئة كبار العلماء كلمته بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على ما تلقاه الدارة من الدعم المتواصل من سموه سواء الدعم المادي أو المعنوي ما جعل دورها ريادياً ومهماً في اقتناء المخطوطات وفهرستها ومعالجتها بالتعقيم والترميم. بعدها شاهد سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والحضور فيلماً تعريفياً عن المخطوطات ودور دارة الملك عبدالعزيز في الحفاظ عليها من خلال الخدمات المقدمة لعمليات التنظيف والتعقيم والترميم والتجليد. وبعد انتهاء الفيلم الذي أنتجته الدارة؛ أعلن معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري عن إهداء اللواء متقاعد علي بن ناصر البشر نسخة أصلية من مخطوط ( عنوان المجد في تاريخ نجد) بخط يد المؤلف المؤرخ عثمان بن بشر -رحمه الله- وأثنى معاليه على هذه المبادرة من أحد أحفاد المؤرخ الكبير بن بشر التي أتت تجاوباً مع أهداف معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط، وقام اللواء متقاعد علي البشر بتقديم نسخة المخطوط لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي وجه -حفظه الله- بإيداعها في الدارة. بعد ذلك تشرف الواقفون مخطوطاتهم على الدارة من المشاركين في المعرض بتسلم إفادات الوقف من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وهم : مكتبة دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، مكتبة محمد بن عبدالمحسن الخيال، مكتبة عبدالعزيز بن صالح آل مرشد، مكتبة علي بن حمد الصالحي، مكتبة إبراهيم بن صالح آل الشيخ، مكتبة عبدالمحسن بن عثمان أبا بطين، مكتبة فهد المغيصيب، مكتبة عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان، مكتبة عبدالمحسن بن محمد الزامل، مجموعة عبدالرحمن بن محمد الفارس، مجموعة المؤرخ عثمان بن بشر، مجموعة الدكتورة سلوى بنت محمد البهكلي، مجموعة سعد بن محمد بن ضرمان، مجموعة بدر بن محمد العوين، وكل من مكتبة فؤاد حمزة ومكتبة عمر بن محمد بهاء الدين الأميري اللتين تعذر على مندوبيهما حضور الحفل. بعدها قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز درعاً تذكارياً لشركة أرامكو السعودية تقديراً لدعمها هذا المعرض، وتسلمه معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية. بعد ذلك تشرف معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري بإهداء النسخة الأولى من كتاب نوادر المخطوطات السعودية الذي طبعته الدارة باللغتين العربية والإنجليزية إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز إيذاناً بتدشينه والذي يضم فهرسة لأكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة مصنفة في الدارة. عقب ذلك افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط المقام في قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية في مقر الدارة، حيث قص سموه -حفظه الله- شريط المعرض وتجول -رعاه الله- في أرجاء المعرض الذي يضم مائة مخطوطة أصلية نادرة منتخبة من مخطوطات أكثر من ستين مكتبة مشاركة بمناسبة المعرض يضمها مركز المخطوطات المحلية في الدارة. كما اطلع سموه أثناء جولته على نماذج من الخدمات الفنية في مجال التعقيم والترميم التي تقدمها الدارة للمخطوطات قام بها موظف من مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية التابع لدارة الملك عبدالعزيز. كما شاهد سموه عرضاً من محمد القويعي الباحث في التراث الشعبي عن الأدوات القديمة المستخدمة في صناعة المخطوطات. صحب سموه في جولته على معروضات المعرض معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام للدارة الذي قدم لسموه شرحاً وافياً عن المخطوطات المعروضة. بعد ذلك التقطت للمشاركين مع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز صورة تذكارية وتوثيقية لمشاركتهم في المعرض وذلك في قاعة العرض. حضر الحفل عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة المشايخ والمعالي الوزراء وحشد من المؤرخين والباحثين ورجال الفكر والثقافة.