|
الجزيرة - الرياض :
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حضر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول الأحد الحفل الختامي لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، في دورتها الثانية والثلاثين، بقاعة إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية في جدة.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة قال فيها: شرف عظيم أن ينيبني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزآل سعود -حفظه الله- في حضور محفلكم المبارك، وأن أهدي تحياته وأطيب تمنياته بالتوفيق والسداد لهذه النخبة الماجدة في ليلة مباركة من الشهر المحرم تعطرها أفياء القرآن الكريم.
واضاف قائلاً: ونحن نكرم الليلة سوابق الفرسان الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين من مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، إنما تحتفي كذلك بكل رفقائهم المشاركين ونشد عزمهم على الجد والمثابرة والمواصلة ونحفز أقرانهم من أبناء الدول الإسلامية كافة على اللحاق بشرف هذا السباق العظيم المبارك، فليس هناك أسمى ولا مكرمة أعظم عند الله من حفظ كتابه الكريم.
وواصل سمو أمير منطقة مكة المكرمة قائلاً: ولقد كانت هذه الرؤية الثاقبة الحكيمة التي التزمها الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز آل سعود صاحب هذه المسابقة طيب الله ثراه، في توحيد البلاد وبناء دولته على شرع الله دستوراً وحيداً متأبياً وأبناؤه من بعده على أي مما يخالف هذا الدستور أو يعطله.
وفي هذا السياق يأتي اهتمام المملكة العربية السعودية القديم المتجدد بالقرآن الكريم على المستويين المحلي والإسلامي، كما تنطلق فيها مسيرة التنمية والتطوير التي بلغت ذروتها في عهد مليكنا المقدام -أتم الله عليه لباس الصحة- وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني من أجل تأسيس نموذج معاصر للدولة الإسلامية الناهضة الفاعلة، المالكة لكل أسباب القوة في حمى هذا الدستور الإلهي الآمن الرصين.
ومضى سموه يقول: إن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً تؤمن أن هذا الدستور هو أعظم ما يميزها ويؤمن مسيرتها ويحقق لها القوة والمنعة، بما يظهر الإسلام على حقيقته الناصعة .
كما ألقى معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة استهلها حامداً الله سبحانه وتعالى وأن جعلنا من أهل القرآن الكريم الذين هم أهل الله وخاصته، وقال: إنني أهنئ في هذه المناسبة أهل القرآن وشعب المملكة العريبة السعودية، ونهنئ أنفسنا بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وتماثله بتمام الشفاء، وأعاده إلى أرض الوطن سالماً معافى، فبسلامته سلامتنا وسلامة الوطن.
وأعرب معاليه عن شكره لمقام سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولمقام سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز لما لقيته هذه المسابقة من رعاية تامة ومن تشجيع في البذل لها والحرص على إكرام ضيوف المملكة العربية السعودية من أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة التحكيم والمتدربين من الحكام وجميع المتسابقين من جميع الدول الإسلامية ودول الأقليات، نشكرهم وثبتهم الله وقواهم وجعلهم دائماً في نصرة كلمة الإسلامي وفي رفعة هذه الأمة، كما شكر معاليه سمو أمير منطقة مكة المكرمة على حضوره هذا الحفل وتشجيعه للشباب في حفظ القرآن الكريم والتسابق فيه. وأكد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أن أعظم نعمة أنعم الله علي هذا الأمة بل على البشرية هي نعمة الإسلامي الذي به إخلاص القلب وإخلاص العمل لله الواحد الأحد، والحجة الباقية الدائمة والمعجزة الباهرة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم-، وهي القرآن العظيم، فهو الآية وهو البرهان وهو المعجزة الذي جعله الله تعالى آية على صدق رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وقال معاليه: إن هذا القرآن تضمن رفعة وشمول تقرير حقوق الإنسان، فقرر حق الإنسان لإنسانيته في حفظ الدين وحفظ النفس والمال والفعل والنسل والعرض، فحفظ الضروريات الخمس دل عليها القرآن وكان أول تشريع لحفظ فيه حقوق الإنسان، هذا القرآن اشتمل على تحريم الظلم أيا كان فالظلم ظلمات والقرآن في كلامه جل وعلا بين أن السموات والأرض قامت على العدل.
وأبان معاليه أن ظلم الإنسان مسلماً كان أو غيره مسلم محرم، قال عليه الصلاة والسلام: (أد الأمانة لمن أئتمنك ولا تخن من خانك)، مؤكداً أن إيقاع الظلم في الناس بغير وجه حق بما يسمى بالمصطلح المعاصر بالإرهاب الذي هو إخافة الناس بغير وجه حق أو التعدي على العرض أو المال أو نحو ذلك فلذلك يقرر لنا القرآن العظيم تحريم الغلو وتحريم قتل النفس وتحريم التعدي على الأعراض وتحريم أن يكون المسلم غير آمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى ولهذا جاء الإرهاب مشيناً في هذه الأمة جاء محارباً لكل حامل للقرآن الكريم فأهل القرآن هم أول من يحارب الإرهاب على هذه النحو، وهو أن يخاف بغير وجه حق أو أن يعتدي على الأنفس فجرائم الإرهاب والقتل والتكفير والتفجير الذي نراه من أكثر من بلد الإسلام، وفي غير البلدان الإسلامية هذا ما تحرمه الشريعة ويحرمه هذا القرآن ويقوم بذكر ذلك وإشاعته في الناس أهل القرآن محرمين كل اعتداء على النفس بغير وجه وحق، وفي هذه الأيام جاء اعتداء على بعض القبطيين في مصر بكنيسة يتعبدون فيها فكان هذا الاعتداء من أبشع أنواع الإرهاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من آذى ذمياً فقدآذاني) وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بالقبط خيرا) الذين يعيشون في بلاد الإسلام من سائر الديانات كاليهود والنصارى فإن لهم حقاً، وإن لهم ذمة في أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فكيف تنتهك حرماتهم وفي مكان عبادتهم القرآن يحرم هذا ويجرمه ويحكم على أصحابه من فعلوا هذه الجريمة بأنهم على ضلال مبين لأنه، قال جل وعلا( وأنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً. وقد كرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أصحاب الفضيلة المدربين في الدورة التدريبية الأولى على تحكيم المسابقات القرآنية الدولية التي نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية على هامش المسابقة.