بعضنا صرخ: وبعدين يا جدة؟! وبعضنا كتم غيظه. بعضنا حاول أن يُعبّر عن رأيه، ثم قال لنفسه: وما الفائدة؟! كل ردود الفعل هذه تكوَّنت لدينا بعد أن تكررت في جدة أحداث العام الماضي، وبالسيناريو نفسه.
لقد تسمَّرت أبصارنا طيلة عام كامل على أحياء جدة المتضررة، وعلى رأسها «حي أم الخير»، متأملين أن نرى معجزة في العمل الإنشائي، بهدف وضع حد للكوارث التي قد تحدث في الأعوام التالية. وبصراحة، فلقد كنا نسمع أن ثمة مخططات طموحة، جاءت تلبية للتوجيهات الرسمية لوضع حلول عاجلة للمشكلة، لكن العاملين على تنفيذ هذه المخططات ربما لا يحملون الهمّ نفسه الذي يحمله صاحب التوجيه، وإلا ما معنى أن تكون هناك فترة زمنية تصل إلى 12 شهراً، ويكون هناك دعم كبير من الدولة، ثم لا يتم شيء على أرض الواقع؟.
من هنا، فإن السؤال بصيغة «وبعدين يا جدة؟!» هو من أكثر الأسئلة موضوعية. أجل: وبعدين؟! إلى متى نظل ننتظر إصلاح الخلل في الخدمات أو في الأحياء فترات طويلة ومرهقة؟! إلى متى نتحول خلال فترات الانتظار والإرهاق من أصحاب حق في الحصول على الحلول إلى مجموعة من المستجدين، لا نترك باباً من أبواب الدوائر إلا ونطرقه؟! إلى متى لا تتم معاقبة ومحاسبة أولئك الذين يسيئون للأوامر بتأخيرها، ويسيئون لها بالالتفاف حولها، ويسيئون لها باستغلالها لمصالحهم؟!