ما الوضع الذي آلت إليه صحة أطفالنا، طالباتنا، فتياتنا، أبنائنا أمام الغزو المخيف لمطاعمٍ تقدّم الوجبات السريعة؟
كيف هي صحة طالباتنا، غراس المستقبل، والتغذية التي قوامها الوجبات السريعة؛ تُعَد المسبب الرئيس لمرض السمنة، والكولسترول،
وضغط الدم، والسكري، بالإضافة إلى اختلاف دقات القلب؟
كيف هم أو هن والحركة قليلة في المنزل وخارجه، وهن يعتمدن اعتماداً كليّاً على الأم والخادمة في توفير أبسط المهام أو المتطلبات، من ذلك كأس الماء. وفي المدرسة حصص دراسية متتالية ورباط دائم على الكرسي، أما الحركات التي تجيء بها فهي أشبه بتفرغي طاقة ناتجة عن الملل؛ تفريغاً سلبياً لا يخدم صحتها الجسدية بشيء؟ ولن يخدمها بعد الموقف شديد التصرف، والذي تابعناه ضد ست مدارس أهلية قررت الجهات المختصة إجراء التحقيق مع ملاكها على خلفية قيام تلك المدارس بتنظيم أول مسابقة رياضية بمشاركة 200 طالبة شملت مجموعة من الألعاب الرياضية منها كرة السلة، والسباحة، وألعاب القوى. وعد ذلك الفعل مخالفة صريحة للأنظمة واللوائح المعمول بها حالياً في الوزارة، حيث اعتبروه خرق قواعد وقوانين وزارة التربية والتعليم. لن نختلف في كونه مخالفة صريحة؛ لكنها المخالفة التي أتت لصالح البدن والعقل وليس ضده؛ وبالتالي ينبغي النظر إلى تلك المخالفة من أبعاد عدة منها الأبعاد التي تصب في الصالح العام. ذلك لأن تطبيق قرار حصص الرياضة البدنية في مدارس البنات لا يمس عادات أو تقاليد المملكة أو تعاليمها الدينية إذا ما وعينا جميعاً أن الرياضة «غذاء الجسم والعقل» تساهم في زيادة النشاط الذهني والفكري لدى الطالبات، مع ارتفاع مستواهن العلمي، وتنمي طاقاتهن، وتصقل مواهبهن. أيضاً الرياضة راحة نفسية بين الحصص من أجل التخلص من ضغط المواد الدراسية واستمرارية الجلوس على الكرسي. فقد أشارت دراسة تسنّى لي الاطلاع عليها أن فتيات المملكة الأكثر سمنة بين زميلاتهن في الخليج.
وفي لقاء الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود تطرقت إلى أنه آن أوان الموافقة على رياضة الفتيات في المدارس!! فهل من مبرر التأخر والتأخير الذي هو ضد العقل والجسد.
ولو تتبعنا المدارس العالمية وجدنا أنها منعت الوجبات السريعة، والأكلات المقرمشة، والمصنعة والحلويات والشيكولاتة واستبدلتها بوجبات صحية قوامها الخضراوات والفواكه. مع رياضة مدرجة كمنهج دراسي، بينما مدارسنا الوجبات فيها أبعد أن تصنف ضمن الصحية وأن صرح مسئول بأن الوجبات صحية. فهل من الصعوبة وجود شفافية صادقة فيما يتم التصريح به.!!؟ أو أن يرهق كاهل الميزانية التعليمية اعتماد مطابخ مدرسية تتولى طهي الأطعمة التي يفترض تقديمها وجبات للطالبات؛ وقد أصبحنا أمام مشكلتين:
1 - مشكلة الوجبات المدرسية غير الصحية.
2 - مشكلة عدم إدراج الرياضة كمادة دراسية.
وخارج المدرسة غزو مخيف لمطاعم الوجبات السريعة!! فكيف يمكن بناء عماد المستقبل بناءً صحيحاً أمام أسلحة فتاكة وانعدام آلية تكافح تلك الأسلحة!!. ما سبق أعلاه لا ينفي إيجابية تصريح وزير التربية والتعليم الدائم عن حرصه على تمكين مدارس الفتيات من ممارسة الرياضة كونه حقاً مشروعاً، وللمحافظة على صحتهن، ووقايتهن من الأمراض الخطرة، بل أشار إلى أن الوزارة اعتمدت في مشاريعها المستقبلية إنشاء مبانٍ حديثة تحوي صالات مغلقة لممارسة الطالبات لبعض أنواع الرياضات ككرة السلة والطائرة والتنس. والسؤال: ماذا بعد الاعتماد؟ ما الذي سيجيء؟
P.O.Box: 10919 - Dammam 31443