|
الجزيرة - الرياض
تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وتعزيزاً لتوجهات المملكة نحو التحول إلى مجتمع يقوم على المعرفة؛ وذلك للإسهام في بناء اقتصاد وطني مبني على المعرفة وانطلاقاً من المراقبة الدقيقة للمشهد العالمي وأهمية التخطيط الإستراتيجي، فقد بدأت جامعة الملك سعود مشروع الخطة الإستراتيجية التي ترسم من خلالها خارطة طريقها المستقبلي لتحقيق الريادة العالمية والذي يهدف إلى إعداد خطة شاملة ومتكاملة لتحقيق ريادة الجامعة في العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع. وقد جاء هذا المشروع ليسهم في نقل الجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية التي تتبنى اقتصاديات المعرفة والاستثمار في العقل البشري. وتبني شراكات مجتمعية وعالمية تحقق من خلالها الرؤى والتطلعات التي تقود إلى الإبداع والتميز. كما تأخذ الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك سعود في اعتبارها أن تصبح الجامعة مكاناً جاذباً للعمل والدراسة وأن تلعب دوراً محورياً خلال العشرين سنة القادمة في تحقيق الريادة العالمية في إنتاج وتوليد المعرفة ويكون خريجوها قادرين على إيجاد فرص عمل داعمة للاقتصاد الوطني.
تطبيق هذه الخطة ساهم في إحداث نقلة نوعية في الجامعة من خلال إطلاق العديد من البرامج التطويرية التي شملت على سبيل المثال لا الحصر، برنامج «كراسي البحث حيث بلغ عددها أكثر من 80 كرسيا في المجالات الهندسية والعلمية والطبية والإنسانية، و10 مراكز تميز في مجالات علمية مختلفة، ووادي الرياض للتقنية (باستثمارات تتجاوز ثلاثة آلاف مليون ريال)، وشركة وادي الرياض، ومعهد الملك عبدالله لتقنية النانو، ومعهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، ومركز الأمير سلمان لريادة الأعمال، وحاضنة الرياض للتقنية.
هذه النقلة النوعية بالإضافة إلى ما تزخر به الجامعة من أقسام أكاديمية ومراكز بحثية متميزة يعمل بها نخبة من أعضاء هيئة التدريس والباحثين من خريجي أرقى الجامعات العالمية أثمرت عن نتاج علمي متميز تجاوز (1008) ورقة بحث منشورة ومميزة في (ISI) العالمي في عام 2010م. هذا الرقم يمثل نسبة تتعدى الـ50% من نتاج كل الجامعات السعودية المنشور في (ISI). ويفسر هذا الرقم تصدر الجامعة كل الجامعات العربية في كثير من التصنيفات العالمية مثل تصنيف شنغهاي وتصنيف التايمز وتصنيف الويبومتركس. وقد تطلب هذا الإنتاج البحثي المتميز كماً ونوعاً آلية لحفظ حقوق الملكية الفكرية والمساعدة في نقل الابتكارات التقنية التي تحدث في جامعة الملك سعود إلى المجتمع من أجل تقديم حلول وابتكارات ذات قيمة اقتصادية عالية مع الاستمرار في تمويل الأبحاث العلمية في الجامعة. هذه الآلية تمثلت في برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية والذي تم إنشاؤه عام 1428هـ لتسهيل تسجيل براءات الاختراع وترخيص التقنية لمنسوبي الجامعة وحماية حقوق الملكية الفكرية لها وتبني وتطوير ثقافة الاختراعات وزيادة الوعي بأهميتها لدى منسوبي جامعة الملك سعود والمواطنين.
ارتفاع معدل إيداع براءات الاختراع أكثر من عشرين ضعفاً:
وقد قام برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية خلال السنوات الأربع الماضية بإيداع أكثر من 138 براءة اختراع لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود في مكاتب براءات الاختراع المختلفة، سجلت منها 40 براءة اختراع، ونشر 31 طلب براءة، وأودع 67 طلب براءة. هذه الأرقام تمثل قفزة هائلة ونقلة نوعية بالنظر إلى السابق، حيث إنه من عام 1990 حتى عام 2006 كان متوسط الإيداع لبراءة الاختراع لا يتعدى 1,4 براءة في السنة الواحدة، أما خلال فترة الأربع سنوات من 2006 حتى 2010، فقد تضاعف متوسط الإيداع إلى أكثر من عشرين ضعف، إذ بلغ متوسط الإيداع 28.25 براءة في السنة، مع استئثار عامي 2009-2010 بالنصيب الأكبر من البراءات. كما أن الجامعة لديها حالياً أكثر من 90 طلب براءة اختراع في المراحل النهائية للصياغة تمهيداً لإيداعها في مكاتب براءات الاختراع في دول متعددة. يذكر أن برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية قد تلقى أكثر من 500 نموذج إفصاح عن اختراعات لمنسوبي الجامعة منذ نشأته حتى الآن حيث تم تقييم وإيداع العديد منها ويجري العمل حالياً على تقييم ما تبقى منها تمهيدا لإيداعها في مكاتب براءات الاختراع المختلفة عن طريق مكاتب محاماة متخصصة في الملكية الفكرية في السعودية وأمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وكوريا وسنغافورة.
براءات الاختراع لأعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود في المكاتب العالمية و53% في أمريكا فقط
ويلاحظ تميز أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بأن براءات الاختراع الخاصة بهم موزعة على مكاتب براءات اختراع مختلفة محلياً وعالمياً، وهذه المكاتب على سبيل المثال لا الحصر تشمل المكتب السعودي والمكتب الخليجي والمكتب الأمريكي والمكتب الأوروبي والمكتب الكندي والمكتب الكوري والمكتب السنغافوري، والمكتب الاسباني، والمكتب الألماني، حيث يعتبر تعدد دول الحماية أحد الاستراتيجيات المتبعة لتسويق هذه البراءات كمرحلة لاحقة على الحماية.
الجدير بالذكر أن مكتب براءات الاختراع الأمريكي يستحوذ على أكبر عدد من هذه البراءات بإجمالي 73 طلب براءة سواء أكان مسجل أو منشور أو مودع، بنسبة 53% من إجمالي الطلبات المودعة في المكاتب المختلفة.
توزيع البراءات في (12)
مجالا طبيا وهندسيا وتقنيا وتحلية المياه والطاقة
يذكر أن هذه البراءات لم تقتصر على مجال تقني بعينه، وإنما اهتمت بالعديد من المجالات التقنية التي تخدم الصناعة، وبالتالي المجتمع، حيث اشتملت مجالات هذه البراءات على مجالات الهندسة والنقل والمرور والخرسانة والمجالات الطبية والصيدلانية وطب الأسنان، وكذلك مجالات الطاقة والترشيد في استهلاكها، والطاقة المتجددة، ومجالات استخدام تقنيات النانو والبوليمرات، بالإضافة إلى أن جامعة الملك سعود أولت اهتماماً خاصاً بالابتكارات المتعلقة بتطبيقات الحاسب الآلي، وأمن المعلومات لدرء التحايل على التدابير التقنية الحديثة ومنع التعدي عليها.
جوائز عالمية وأوسمة ملكية
وقد حصلت هذه الاختراعات على جوائز في المحافل المحلية والعالمية المختصة بالاختراعات والابتكارات، كما حصل العديد من منسوبي الجامعة على وسام الملك عبد العزيز (بدرجتيه الممتازة والأولى). الجدير بالذكر أن أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك سعود كان لهم النصيب الأكبر من هذه الأوسمة والتي منحت عام 1425هـ بنسبة بلغت 42% وعام 1427هـ بنسبة بلغت 63% مقارنة بأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية الأخرى.
براءات الاختراع تمهيد لشركات ناشئة (start-ups)
وتولي الجامعة حالياً اهتماماً كبيراً بتسويق هذه الاختراعات حيث وقعت جامعة الملك سعود مذكرة تأسيس شركة برمجيات جامعة الملك سعود، كما وقعت الجامعة مؤخراً مذكرة تفاهم بين شركة وادي الرياض وشركة كريستل العالمية لاستثمار براءة اختراع عمل على تطويرها فريق علمي مشترك من الجامعة ومن شركة كريستل العالمية تسهم في دعم وتطوير صناعة الاسمنت وخفض تكلفة البناء. كذلك قامت الجامعة من خلال برنامج الملكية الفكرية وترخيص التقنية بتأسيس شركة باسم (BiomedSilico) وإعداد اسم وتصميم علامة تجارية للشركة وتصميم وإنشاء موقع إلكتروني تسويقي لمنتجات الشركة، التي يبلغ عددها حاليا ست برمجيات، هي: برنامج Array Solver وبرنامج Scew وبرنامج CalcNtcp وبرنامج CalcFisher وبرنامج CalcDose وبرنامج ArrayVigil. كما أسست الجامعة شركة النداء الآلي التي تعود النسبة العظمى من ملكيتها لأحد خريجي الجامعة. كما يجري العمل حالياً على بناء كثير من النماذج الاختبارية للعديد من هذه الاختراعات والتي تشمل نماذج لبعض الاختراعات في مجال طب وجراحة الأعصاب وطب وجراحة الأسنان والطاقة المتجددة, حيث يعمل على تطويرها في وادي الرياض للتقنية