إنّ المتأمّل في ملتقى خير أمة الثالث الذي تنظمه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ممثّلة في فرع منطقة الرياض، بالقيادة والجهد المتواصل الذي يبذله فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الشثري، ليستنتج من ذلك قليلاً من كثير ومنها:
أولاً: الدور البارز الذي أسست عليه الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز - رحمه الله -، ومن أقواله في هذا الشأن «وبما أننا رأينا بعض الأمور التي توجب سخط الله، وتمنع رضاه، يجب القيام بالنهي عنها من جميع المسلمين وأمرائهم وعلمائهم، خاصتهم وعامتهم .. ونحن نبين لكم الأمور التي حصل الاتفاق منا ومن علماء المسلمين عليها، فقد قررنا أن نعين هيئات في جميع بلدان المسلمين، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن أهم ذلك: إلزام الناس بالمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، وحض الناس على تعلم دينهم والقيام على أهل المنكرات، والنظر في أمر الزكاة، والنظر في معاملات الناس، وتفقدها للبعد عن الربا والغش والظلم»، فهي مكوّنة من شقين رئيسيين الدعوة بالمعروف والشفقة والإنكار باللين والموعظة الحسنة.
ومصداق ذلك قوله تعالى ?ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ?.
ثانياً: جهد ولاة الأمر - حفظهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - شفاه الله -، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز - وفقه الله -، ونائبهم الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - في الحفاظ على سلامة السفينة ومناصرتها ودعمها ممتثلين، قوله جلّ في علاه ?وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?، فهو سبب للفلاح في الدنيا والآخرة.
ثالثاً: حرص أمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز وفقه الله إلى كل خير الذي برز جهده في نصرة الخير وأهله، والسعي الحثيث إلى العمل المبارك الرشيد في رعايته الكريمة لهذا الملتقى المبارك، ممتثلاً قوله تعالى ?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى?.
رابعاً: القيادة الحكيمة في هذا الجهاز المبارك ونشر الخير في أرجاء المملكة، والمساهمة في أمن المجتمع ونشر الخير للناس، وعلى رأس الهرم فضيلة الشيخ عبد العزيز الحمين الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يبذل الجهد بسير متواصل، ونهج معتدل، ورأي حكيم، والرجال المخلصون معه ممتثلاً قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» حسنه الألباني كما في صحيح الجامع.
خامساً: النجاح الذي فاق التطلّعات وبرز بثماره اليانعة التي تظهر من الملتقى الأول ونحن نشاهد ونسمع بالملتقى الثالث، الذي ينسب فضله ونجاحه بعد الله إلى فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الشثري ورجاله المخلصين الذين يسعون ليل نهار في إظهار هذا العمل بصورة مشرقة تعكس حسن النوايا وإيصال الخير للناس، والشراكة في تعزيز القيم النبيلة بدورات ومحاضرات وفعاليات شملت الرجال والنساء، لعلماء ودعاة ومدربين مميّزين حري بمن حضر وشاهد وسمع أن لا يخرج إلاّ بفائدة عظيمة، جهد مبارك، وعمل منظم، ورجال أخلصوا في العمل والتفاني، فلهم منا الدعاء بالتوفيق في العاجل والآجل.
ونقول لكم كما قال - النبي صلى الله عليه وسلم «إنّ أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله».
سادساً: كل من شارك في هذا العمل من شركات ومؤسسات خيرية وإعلامية يرجون الله والدار الآخرة، نقول لهم بارك الله لكم فيما آتاكم وجعلكم عوناً على البر والتقوى.
ونذكِّرهم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «خير الناس أنفعهم للناس».
لعل هذا ما تبيّن لي على عجالة أعترف أنني لم أعط هذا الملتقى المبارك حقه في الفضل والثناء.
نسأل الله أن يحمي بلادنا من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان، وأن يحفظ ولي أمرنا وأن يمنّ عليه بالشفاء العاجل، وأن نراه في بلادنا سالماً معافى عاجلاً غير آجل يا حي يا قيوم.
الدوادمي – عرجاء
