سعادة رئيس التحرير الموفق، كل عام وأنتم بخير
لفت انتباهي عبارة مهمة جداً في عمود الكاتب محمد آل الشيخ لهذا اليوم الثلاثاء 22 من الشهر المحرم عدد 13970 عن الابتعاث، وفحواها أن الابتعاث والتواصل مع الحضارات الأخرى سيخلق جيلا لا علاقة له بثقافة (الحركية الإسلاموية) وأن الحركيين يدركون ذلك ويريدون قطع الطرق عليه بمعارضة الابتعاث للدراسة في الخارج، ولثقتي بأن الكاتب الكريم يعتمد البحث العميق والتوثيق والاتزان في طروحاته، فإنني أرى خطورة واضحة فيما أشار إليه، فمجتمعنا أصبح كغيره من المجتمعات (الحية) يعج بالحوار حول مواضيع عدة، ويجب علينا أن نحمي هذا الحوار من توظيفه كوسيلة عبور للأفكار المتطرفة والطروحات التي تقبع وراءها أهداف حركية لا تريد مصلحتنا بالضرورة، ثمة مناشط عدة، وحتى بحوث أكاديمية مسخرة لمعارضة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهذا جزء من الحوار إذا تأكدنا من براءته من الأهداف الدفينة التي تختبئ خلف بعض الطروحات البريئة التي يرددها البعض بوعي أو بدونه، وعلى الجميع أن يكونوا يقظين للأشخاص ومصادر آرائهم ودوافعهم لأن يكونوا ناشطين في مجال ما قبل الاندفاع خلف ما يرددونه من عبارات قد يكون مصدرها أحد أساطين الحركات المفلسة أو صدى الكهوف البعيدة.
تألمت كثيراً وأنا أستمع لمداخلة لأحد البرامج الإذاعية الأجنبية تعرض صاحبها للمملكة على أنها داعمة للإرهاب، ما دعى معد البرنامج للرد عليه بأن بلادنا من أكثر الدول معاناة منه، فما كان من المتصل إلا أن رد عليه، بأنه لا يفقه شيئا عن المملكة العربية السعودية، ثم أردف أن فيها شرائح ترى في الإرهابيين (جناحاً عسكرياً) لمناشطهم السياسية داخل البلاد، وأن منهم من يتشدق بحماية الدولة من الإرهابيين على وجه التهديد والابتزاز، وهؤلاء يدعمون الإرهاب وهم أخطر من الإرهابيين أنفسهم كما ترى.. فقلت في نفسي (لا حول ولا قوة إلا بالله).
منصور الحميدان