قرأت ما جاء بصحيفة الجزيرة ليوم الأربعاء الموافق 16 من شهر محرم، تحت عنوان (وفاة معلمتين وإصابة أربع) وورد في ثنايا الخبر توفيت معلمتان، وتم نقل أربع معلمات بالإضافة إلى سائقهن إلى مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة متأثرين جميعهم من إصابات وصفت بعضها بأنها بليغة جداً، وذلك من جراء حادث سير مروع وقع لمركبتهن من نوع جيمس (صالون) على بعد (60كم) على طريق المدينة المنورة - تبوك عندما ارتطمت من الخلف بشاحنة كبيرة، وقد جرى الحادث الأليم عند الساعة السادسة والربع من صباح يوم أمس الثلاثاء حيث كن المعلمات في طريقهن إلى مدرستهن بمحافظة خيبر ...الخ، فالبداية نعزي أسر المعلمات المتوفيات ونسأل الله لهن الرحمة والمغفرة، كما نسأله تعالى بأن يشفي المعلمات المصابات، كما نتساءل عن الأسباب الأساسية وراء تكرار حدوث تلك الحوادث المميتة لأخواتنا المعلمات واللاتي تحملن المسافات الطويلة صباح مساء من أجل القيام بمهنة شريفة وهي التعليم، وكذلك استشعارهن مسؤولية المساهمة في خدمة الوطن من خلال التربية والتعليم، كما أن أغلبهم اضطرته الظروف للعمل في أماكن نائية وبعيدة عن محافظاتهن لمسافات تزيد عن الساعتين والثلاث ذهابا ومثلهن إياباً، من أجل توفير لقمة العيش الحلال لهن ولأسرهن، مما يتوجب علينا تقديم حلول عاجلة للقضاء على مآسي ومعاناة أخواتنا اليومية، فلا يكاد يمضي شهر أو شهرين إلا ونفجع بحادث راح ضحيته معلمات.إن جميعنا شركاء في هذه المشكلة فهي قد تنحصر في جهات ذات مسؤويلة مباشرة وأخرى غير مباشرة كما يلي:
أولا على وزارة التربية والتعليم وضع حلول لمآسي المعلمات اليومية وهي الجهة التي تتحمل الجزء الأكبر من المشكلة، فأين خبراءها من وضع الحلول الناجحة وتقديم الدراسات المنقذة من هذه المعاناة، فلماذا لا يوفر للمعلمات سيارات حديثة بسائقين وطنيين مؤهلين السن أولى في ذلك من موظفين تصرف لهم السيارات الفارهة وهم ينعمون بوفرة المال وقرب مكان العمل؟!
ثانياً أغلب المعلمات اللاتي اضطرتهن الظروف السفر وقطع المسافات الطويلة يستعن بمركبات أكل الزمن عليها وشرب، وكذلك قائدي تلك المركبات غير مؤهلين للقيادة السليمة فأغلبهم من كبار السن أو من العمالة الوافدة، أو من آخرين يعييهم السهر فيقودون المركبة وهم في حالة من الإعياء والنوم.
لذلك يتوجب على المعلمات وأولياء أمورهن التأكد من كل وسائل السلامة سواء للمركبة أو قدرة قائدها ويا حبذا لو يكون هناك رخصة خاصة تبين صلاحية المركبة، وسلامة قائدها صحياً، ويكون ذلك بمتابعة مباشرة من إدارات التربية والتعليم، والتأكيد على المعلمات بالالتزام بها.
ثالثاً يتوجب على المرور وقوات أمن الطرق متابعة تلك السيارات المتهالكة على الطرق والتي تستقلها المعلمات، وتغريم أصحابها ومخاطبة الجهات الرسمية بتلك التجاوزات.
وأخيراً نحن نؤمن بالقضاء والقدرة ولكن أمرنا أن نفعل الأسباب والتي لا تنافي توكلنا على الله تعالى، نسأل الله لأخواتنا السلامة الدائمة وأن يواصلن تأدية أمانتهن بكل صحة وعافية.
محمد بن عثمان الضويحي - محافظة الزلفي
mod330@hotmail.com