- الشركات العائلية بالمملكة والخليج تشهد تحولا مهما وخطيرا مع انتقال مسؤولياتها إلى الجيل الثاني والثالث.. وهذه الشركات وإن كانت عائلية إلا أن لها تأثيرا على الاقتصاد وأيضا على سوق العمل، ونعرف كثيرا من الشركات التي انهارت مع غياب المالك والمؤسس الأول لها، حين عصفت الخلافات العائلية بالورثة فتعرضت تلك الشركات إلى الانقسام والتفتت والاندثار وكبرت مع غيابها الانقسامات العائلية وتجذرت في النفوس الكراهية.
- في لقاء الشيخ عبدالعزيز العجلان الذي نظمته لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض والذي ضاقت بالحضور من رجال ونساء ثلاث قاعات بمقر الغرفة، تجلى كثير من المعاني التي تؤكد أن الصمود يتطلب الاتحاد والثقة والشفافية وقبل كل ذلك المحبة الصافية، والضيف لا يختلف عليه اثنان أنه ممن يحملون رؤية متزنة وبعيدة المدى حين استطاع عبور الأمواج بعد وفاة والده يرحمه الله، بوحدة الأسرة وتعزيز التلاحم بين الإخوه والأخوات والبعد عن النزعة المادية، واستطاع بتوفيق الله النجاة والعبور والحفاظ على صمود السجل التجاري رقم 6 الذي تجاوز عمره 85 عاما بينما والده يرحمه الله وتجارته كانا معروفين بأسواق الرياض قبل إصدار السجل التجاري، فالشيخ محمد العجلان يرحمه الله وكما يذكر معاصروه مربٍّ فاضل وصاحب مواقف مع جيله واستطاع أن يغرس في أبنائه القيَم التي تقويهم في مواقف الضعف وأن توحّدهم حين تشتد العاصفة.
- نحن اليوم في عصر الماديات نحتاج لأكثر من نموذج مثل عبدالعزيز العجلان، فمن خلال تجربته يمنح الآخرين تفاؤلا وأملا، كما يكرس مفهوما مهما وهو أن المال لا يساوي لحظة تتجلى فيها معاني الأخوّة والترابط، وأن نزعة حب المال وحده ستفضي إلى فراغ روحي حين يبتعد الإخوان عن بعضهم، ولن تملأ الأموال ذلك الفراغ مهما زادت.
- علمت أن اثنين ممن حضروا اللقاء وتأثروا بحديث الضيف وأسلوبه وبما شهده اللقاء من مداخلات، قرروا معالجة خلافاتهم مع إخوانهم، وإن لم يخرج لقاء العجلان إلا بمثل هذه النتيجة فيكفيه.