إن الموت علينا حق وله الحمد والشكر على كل حال، له ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى، يا رب آمنَّا بك ولا نقول إلا ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? في صباح يوم الأحد الموافق 6-1-1432ه توفيت جدتنا نورة النودلي أو كما تحب أن نسميها ماما نورة تلك الجدة التي تحب الجميع العابدة الزاهدة الصائمة دائماً لسانها رطب بذكر الله تعالى تشكر الله في كل وقت، وجدنا منها الحنان والرحمة فهي تحب دائماً أن نجتمع عندها في منزلها العامر بالخير والصلاح فنجد منها احترام الكبير والعطف على الصغير تشعر وأنت بقربها بالراحة والاطمئنان فكيف لا تشعر بذلك وهي تحمل ذلك القلب الكبير والوجه البشوش، حينما كانت في مرضها الأخير وجدتها نعم الصابرة المحتسبة حيث تشرفنا مع والدتي الغالية فلك الجريفاني بالقيام بخدمتها والإقامة في منزلها بتشجيع من والدنا الغالي فكنا نشاهد ماما نورة في مرضها ونتألم معها فكانت تقاوم الأمراض بذكر الله والصبر والاحتساب يا الله كنت أقول في نفسي ما أعظم الإيمان وكيف يجعل الإنسان يصبر ويحتسب نعم نحبك يا ماما نورة نحب بسمتكِ، نحب سجادتكِ، التي تشهد بكثرة صلاتكِ وعبادتكِ نحب طبخاتكِ الشعبية اللذيذة، نحب يوم الخميس حيث نكون في ذلك اليوم بقربك ونستمتع بحكاياك المشوقة ونصائحك التي نجد فيها حكمة المعاصرة نحب كل شيء فيك يا جدتي الغالية التي قدمت لنا والدتنا الغالية التي كنا نتعلم منها كيف يكون البر والإحسان بالوالدين حيث كانت تسهر وتشرف على جميع أمورك في مرضك ونحن نعلم مهما قدمت لك والدتنا الغالية من مواقف لا توفيك حقك لأن حقك عظيم عليها. نعم يا جدتنا الغالية سوف تبقى ذاكرتك الحسنة في قلوبنا، رحمك الله رحمة واسعة فقد فقدك الجميع وخصوصا أبناؤك وبناتك ومحبوك حيث إن المسجد في جنازتك قصده القريب والبعيد ومنزلك خلال أيام العزاء كان يشهد أعدادا كبيرة من المعزين من رجال ونساء وأطفال، رحمك الله يا ماما نورة رحمة واسعة ونسأل الله بفضله ورحمته أن يجمعنا بك في جنات النعيم ولا نقول غير لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.
جنان عبدالله سليمان المبايع