دعنا نتلمس في البدء حضورك قبل الإياب...
فقد غابت فرحتنا بغيابٍ يماثل حزن الثكلى يا شهاب..
لِمَ لم تدعنا (نحتريك) مودعين قبل أن (تلوح) بالوداع..
أهكذا توارب بابك المشرع للجميع..
استثناءً كنت في كل شيء...
فحضورك ببسمة.. ووداعك لنا ببسمة..
وحتى رحيلك كان ببسمة أرخيت بها سدول التعب..
(سلام).. كلمة شيّعتني بها في آخر اتصال..
...
أيّ شهاب...
هنا التقينا... وهنا ارتحل شذاك..
رحلة سقيتنا خلالها أخوة صادقة بلا تزييف..
كنا ننتظر الساعات لوقت بدء الدوام لنلتقي..
وننتظر وقت نهاية الدوام لنجدد اللقيا هناك..
ولكن هذه المرة رحلت فيها بدون وداع..
وبدون تجديد الدعوة للقاء قادم..
انتظر منك إيماءة تؤرخ للزمان والمكان..
فلا زمان إلا بك ولا مكان بدونك..
ولنا أن نعيش بعد وفاتك أسى الفراق..
فنحن حزينون لفراقك يا شهاب..
ولكن لن نقول إلا ما يرضي الله ورسوله..
(إنا لله وإنا إليه راجون)..
فالموت سبيل الأولين والآخرين.
محمد المصطفى الجيلي علي