كانا بالأمس القريب بيننا يؤديان واجباتهما الدينية والعملية والأسرية، وكانا محبوبين لدى الجميع لما يتمتعان به من أخلاق فاضلة وسيرة حسنة وبر منقطع النظير بوالديهما، كانا يحترمان ويقدران الجميع فتربيتهما كانت تربية صالحة حسنة وكان ينتظرهما مستقبل زاهر مضيء.
لا أحد منا يحب الموت في هذه الحياة وإن كانت الدنيا فانية لا محالة إلا أننا أمة تؤمن بقضاء الله وقدره فلا راد لقضاء الله، يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (كل نفس ذائقة الموت) فالحمد لله على قضائه وقدره، فقد غيب الموت المغفور لهما بإذن الله تعالى الشابين محمد وعبدالله أبناء سعد بن فهد بن شويل الشهراني بحادث مروري مفجع على طريق الشرقية وشقيقهم الثالث (مصعب) الذي أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنه البأس ويشفيه ليعود إلى والديه سالماً معافى... إن من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه يبتلي عباده الصالحين بالمصائب والفتن والمحن لكي يجزل لهم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة فنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم دمعت عينه لما توفي بين يديه ابنه إبراهيم وهذه المصيبة هي ابتلاء من ملك الملوك وهي دلالة واضحة على صلاح العبد وتُقاه.
هذه هي سنة الحياة التي خلقنا الله عليها، ونحن مؤمنون بأن ما يصيبنا من خير أو شر إنما هو مقدَّر من رب العالمين ?قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا?، وكل مسلم يعرف بأن من خلق هذه الروح هو الله سبحانه وتعالى، وأن مردَّ هذه الروح لخالقها، وأن ليس هناك معمّر في الكون غير خالقه: ?كُلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكرَامِ?.
وصدق الله العظيم القائل في محكم كتابه حين قال: ?وَمَا كَانَ لِنَفسٍ أَن تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِد ثَوَابَ الدُّنيَا نُؤتِهِ مِنهَا وَمَن يُرِد ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنهَا وَسَنَجزِي الشَّاكِرِينَ?.
وأقول لوالد الفقيدين الأخ العزيز سعد بن فهد بن شويل الشهراني ولوالدتهما عظم الله أجرنا وأجركم ونسأل الله أن يحتسب الفقيدين الشابين من الشهداء والصالحين والأبرار، وأن يتغمدهما بواسع رحمته ومغفرته. ونقول ما يقوله الصابرون (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ).
العميد/ عثمان بن حمد أبوحيمد