|
بريدة - محمد المزيد:
أول ما يخطف نظر الزائر وهو يجوب قاعات وأركان مهرجان الكليجا الثالث المقام حالياً في مركز الملك خالد الحضاري في بريدة هو التنوع الكبير، والتعدد اللافت في المنتجات المعروضة، وتوحدها بالقيمة الغذائية العالية، والجودة والمتانة في التصنيع والعمل.
فقد استقرت تحت مظلة المهرجان قيمتان أصيلتان للمعنى الحقيقي للجودة المصنعية والقيمة الصحية، وكل ذلك بمتابعة وإشراف رسمي، يتبع سياسة الرقابة والتوعية الذاتية.
وتبرز قيمة المنتج المعروض والمبيع لمهرجان الكليجا في بريدة من أنه يُستغل من مقومات البيئة المحلية أساساً في العمل؛ فحينما يتذوق الزائر قرص الكليجا فهو يستطعم معه «السمن والودك والليمون والطحين والزنجبيل والبيض والهيل»، كما يتلمس في المصنوعات والملبوسات سعف النخيل ونوى التمر وعيدان الأثل ووبر الإبل وصوف الغنم؛ ليجد أن بيئته المحلية هي حاضنة كل ذلك.
كما أثبتت السعوديات المشاركات في المهرجان قدرتهن بنجاح على القيام بعمليات البيع وتسويق منتجاتهن بطرق جذب حديثة وتفنن في عمليات التسويق التي تجذب الزوار إلى ما يعرضنه من منتجات وقفن خلفها من الإعداد حتى وصولها إلى المستهلك وبأبسط الأفكار أحياناً.
نائب الرئيس التنفيذي لمهرجان الكليجا عبدالرحمن السعيد أكد أن الربط الحقيقي بين ما تتميز به طبيعة هذه المنطقة الزراعية وما يتم تسويقه وترويجه من خلال البيع للمنتج، ودخول مكونات معظم المعروضات والمصنوعات ضمن هذا المجال، هدف من أهداف إقامة مثل تلك المهرجانات.
مشيراً إلى أن تلك العلاقة التوافقية بين منتجات المهرجان ومخرجات البيئة المحيطة أمرٌ يبعث على الاطمئنان الغذائي والإيمان الحقيقي في الجودة والمتانة. من جهته ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله بن علي الزيدان، في إطار زيارته لمهرجان الكليجا الثالث، أن الحضور الكثيف والتنظيم الرائع والمعروض المتنوع بين الأكلات الشعبية والأدوات المستخدمة قديماً مبعث للاندهاش. مضيفاً أن فكرة المهرجان من الأساس عبقرية ويُشكر عليها المسؤولون في المنطقة؛ وذلك لدعمهم الأسر المنتجة وتشجيعهم.
وأشار إلى أن الجمعية التاريخية تُعتبر من جمعيات النفع العام، ولا تنشد الربح، وتتشرف بخدمة المهرجانات الشعبية. يُذكر أن مهرجان الكليجا أصبح ملتقى لعشاق التاريخ والآثار القديمة كالمشغولات اليدوية التي استخدمها الأجداد في حياتهم ويعود تاريخها إلى مئات السنين.