72 امرأة في المجمعة لا أظن أن من بينهن من تجيد قيادة السيارة بحيث تنقذ زميلاتها أثناء تعرض سائق حافلتهن لجلطة شفاه الله وعافا الجميع، يقول الخبر: أنقذت طالبة جامعية أمس سائق حافلة لنقل الطالبات، بعد أن اتصلت بجوالها الخاص بالهلال الأحمر للإبلاغ عن إصابة السائق بجلطة أثناء قيادته للحافلة التي تقل 27 طالبة من كلية التربية بجامعة المجمعة في طريق العودة من الجامعة إلى مقر سكنهن بمركز أم الجماجم (110 كلم شمال المجمعة). الوطن الثلاثاء 29-1-14.
ألا تتفقون معي أن ركوب المرأة لمركبة تجهل التعامل معها يعد تهلكة وتساهل في حماية النفس والعرض. لا أستغرب أن يخرج علينا من يقول: المرأة مكانها البيت. لكني أوجه حديثي للعقلاء من بني قومي وهم كثير ولله الحمد.
ثمة حوادث كثيرة تتعرض لها المرأة الأرملة أو المطلقة التي تخرج بعد منتصف الليل تقف في الشارع وتركب مع أي سيارة ليموزين عابرة تحمل ابنها المريض أو ابنتها المصابة بحثا عن أقرب إسعاف في مستشفى.
وحوادث الدنيا لا تنتهي ولن تنتهي، ولن تتوقف لأن بعضنا يرى أن المرأة محفولة ومكفولة ولها زوج أو أخ أو عم أو خال، هذا كلام إنشائي جميل ومتحقق، لكن لو أن امرأة واحدة ليس لها حافل وكافل فإن من حقها أن تفتتح لها مدرسة لتعليمها قيادة السيارة فيما لو احتاجت دون أن تعرض نفسها وشرفها للخطر، إلا إذا كان في سعيها لدينها ودنياها بكرامة وعزة نفس ودون أن تحتاج لمن يعد مثلبة تستحق عليها ما يحدث لها من مخاطر.
زميلة لي غرق طفلها قبل سنوات في مسبح استراحة وعمره لا يتجاوز سنة وزوجها كان قد غادر للمطعم لجلب العشاء وهي وأطفالها الصغار يرقبون الصغير وهو يموت، وفي لحظة أمومة خارجة عن حدود الزمان والمكان، خرجت الأم بطفلها للشارع ذاهلة لم تفكر لا بغطاء ولا بعباءة، وقفت ثم نظرت لسيارة واقفة بجانب استراحة مجاورة ركضت وجنينها بين ذراعيها غائب عن الوعي وصغارها يركضون ويتباكون معها، طرقت باب الاستراحة خرج لها شاب فاستنجدت به أعطاها شماغه لتحتجب فيه، وصل الطفل في زمن قياسي إلى المستشفى ونجا بفضل الله ثم بمبادرة أمه الشجاعة؟ قال الطبيب لو تأخر الطفل لبقي معاقا طوال عمره أو توفي لانقطاع الأكسجين عن المخ. بأمر الله تعافى الطفل بعد مراقبة دامت 12 ساعة في العناية المركزة.
ماذا لو كانت هذه الأم تجيد قيادة السيارة ولديها سيارة مثل باقي خلق الله ألم تكفها بعد الله شر طرق الأبواب المغلقة. وقس على هذا كثير ومنها ما حدث لفتيات المجمعة اللاتي سلمهن الله.
أمرنا الرسول عليه السلام بتعليم أبناءنا السباحة والرماية وركوب الخيل لأن هذه الوسائل هي الكفيلة بحمايتهم من الأخطار بعد الله سبحانه بما يتناسب مع العصر الذي قيلت فيه، إذا كنا نعلم أن من التهلكة أن يركب الإنسان البحر وهو لا يجيد السباحة فإن من التهلكة أن تركب المرأة البر وهي لا تجيد التعامل مع دابة هذا الزمان.