يوم الثامن من مايو عام 2009م، وقبل يوم واحد من الانتخابات الآسيوية لاختيار أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم، قابلت الكوري الجنوبي الدكتور تشونج بعد أن انتهى من المؤتمر الصحفي الصاخب الذي عقده لمهاجمة بن همام والنّيل من أمانته والتشكيك بذمته لصالح المرشح الشيخ سلمان الخليفة، الذي كان ينافس بن همام عن غرب آسيا ووقتها سألته عن الإثباتات التي يمتلكها ضد بن همام، وعندها ابتسم وقال كلاماً عاماً لا يعتد به في مثل تلك الاتهامات الخطيرة..!!

وفي استراحة اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالدوحة يوم الخميس الماضي، والتي سبقت بدء إجراء الانتخابات على منصب نائب رئيس الفيفا والمناصب الأخرى، قابلت الملياردير الكوري مرة أخرى حيث كان ينافس الأمير علي بن الحسين - للأمانة كنت جازماً أنه سيفوز - ودار بيننا حديث قصير مجمله حول التصويت السعودي لمنافسه والذي فندته بأنّ الأمير سلطان بن فهد لا يمكن أن يفضل أجنبياً على عربي مهما كان الوضع، وقد تقبّل المنطق بصدر رحب، وذهب ليلقي خطابه أمام أعضاء الجمعية العمومية، حيث امتدح بن همام ونزاهته وقوّته بل طلب من الحضور التصفيق له..!!

أمام الموقفين المتناقضين تساءلت عن السبب الذي يجعل من ملياردير كبير كان بالأمس يطلب إنقاذ الكرة الآسيوية من بن همام، واليوم يطلب التصفيق له، وكنت أتمتم مع نفسي وأقول: كيف يمكن أن يصل مثل هذا الشخص الكذاب المضلل ليكون نائباً لبلاتر وأحمد الله كثيراً أن صعقه بخسارة لن ينساها مدى حياته، فمثل تلك الشخصيات غير المتزنة والمتهورة لا يمكن أن تبقى داخل منظومة صناعة القرار الدولي والآسيوي الذي وفق بدخول الأمير علي بن الحسين لدهاليزه، ويكفي أنه أمير لا يكذب ولا يضلل..!!

لعبة المصالح الواهنة في زمن الشفافية والمعرفة انتهت، ويجب أن تفكر الدول الآسيوية بمصالحها التطويرية ككل، بدلاً من التفكير الذاتي لرؤساء الاتحادات الذين ساندوا ويساندون أمثال تشونج الكذاب..!!

وأجد نفسي مثنياً باعتزاز كبير على الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي كان ولا يزال شفافاً واضحاً في إعلان مواقفه - حتى وإن اختلفنا مع بعضها - كدلالة راسخة على الثقة بالنفس وعدم التضليل والدخول في خدعة المصالح وغيرها..!!

القارة تحتاج لدماء جديدة تعين بن همام على مشاريعه الطموحة، وإن كان يريد المستقبل فعلاً لآسيا فليجنب القارة من يضللها بالأكاذيب أو من يسعى للمصالح الذاتية، فالصادقون والأقوياء هم من تثق القارة بنبل هدفهم، ولعل درس الملياردير يكون بوابة لفضاء أنقى وبيئة أنظف لمزيد من الارتقاء الآسيوي..!

تصويبات:

- تعمّدت أن لا أكتب شيئاً عن الأخضر السعودي برغم مناسبة الحدث وقتاً وزمناً وهو يخوض معترك آسيا 2011م لأني وبصراحة أشعر بقلق بالغ لأوضاعه الفنية، آمل ان يتحول إلى شعور بالارتياح، بعد أول مباراة أمام سوريا..!

- إعادة انتخاب الدكتور حافظ المدلج عضواً للمكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم جسّد ما يتمتع به هذا الرجل من حضور متميّز أوصله لثقة الجمعية العمومية الآسيوية رغم شراسة المنافسة بينه وبين الشيخ علي الخليفة واللبناني رهيف علامة والعراقي حسين سعيد والعماني خالد البوسعيدي، وبلاشك اعتبر المدلج إضافة نوعية للقارة الآسيوية فهو يحمل فكراً مختلفاً ومميزاً نأمل أن يطوره للأفضل خاصة وأنه اكتسب خبرة لا بأس بها.

- اعتذار رئيس نادي النصر للقيادة الرياضية ورجوعه عن خطئه هو مسار إيجابي يجب ان نحييه ونطلب استمراره لكل من يخطئ.

- شكراً لكل من ساهم في نشر معاناة اللاعب خالد الرشيد ووقف معه مادياً ومعنوياً، فهذا اللاعب الخلوق يستحق كل خير.. دعواتنا له بالشفاء العاجل وأن يرجع لعائلته بأسرع وقت.

- في الدوحة قابلت شيخ الرياضيين لأول مرة وحظيت بثنائه العطر وكم كنت سعيداً وأنا أشاهده مكرماً من قِبل الاتحاد الآسيوي فهو قامة تاريخية بهوية العظماء.

- قلة من الناس تجعلك تحس بالرقي ومحمد النويصر هو أحدهم بالتأكيد.

قبل الطبع

الإنسان السيئ لا ينمو جيداً..!!