لا أعرف سراً لتلك الحملة (الشعواء) التي تعرَّض لها عضو شرف النصر عمران العمران.. في أعقاب حوار نُشر له في صحيفة (سبق) الإلكترونية.. وأجزم أن تلك الحملة لم يواجهها أحد في الوسط الرياضي.. فهي نالت منه.. ونسفت كُل جهوده.. وجعلته وكأنه هو من يتسوَّل من النصر..!!
شخصياً أرى أن ردود الفعل الإعلامية كانت مُتباينة.. ولم تنجح وللأسف في تشخيص الواقع.. تحليلاً منطقياً بعيداً عن (التشنج) والعاطفة والأهداف الأخرى.. وما تعرض له شيء مؤلم.. وغير مُستساغ.. ولا يمكن أن يقبله منطق.. ولا عقل..!!
عمران.. من أفضل الشخصيات النصراوية.. عطفاً على دعمه الكبير.. وثقافته العالية.. وتعامله المُثالي.. ومن المؤلم أن نخسره في الوسط الرياضي بهذه السهولة.. ليس النصر وحده هو من سيخسر (عمران).. بل رياضتنا التي دائماً ما نبحث فيها.. عن الأتقياء.. وعمن يدعمونها دون (بهرجة) ودون منّة.. يدفعهم لذلك حبهم وإخلاصهم لأنديتهم..!!
ربما يكون (عزاء) عمران الوحيد.. أن الجماهير الرياضية بشكل عام.. والجمهور النصراوي بصورة خاصة.. بات جمهوراً واعياً.. يُدرك كُل ما يدور داخل ناديه.. ويعلم تماماً مَنْ يدعم حُباً وعشقاً لناديه.. ومَنْ يكون دعمه حُباً في الظهور..!!
هذه (صورة) الهلال..!
عرضت قناة (العربية) من خلال برنامج (المُتألق) بتال القوس في المرمي.. تقريرين مُتناقضين لحالة نجمين من نجومنا السابقين.. فهناك المُعاناة للاعب النصر علي يزيد.. ومدى الجحود الذي واجهه.. قابله حالة مُخالفة تماماً للاعب الهلال السابق خالد الرشيد.. شفاه الله.
وما نحن بصدده.. هو أن هناك تعاملاً مثالياً.. ووفاءً.. من بعض الأندية.. ومن بعض اللاعبين.. يقنعونك من خلال وفائهم.. بأن الوسط الرياضي ما زال بخير.. وأن (حوادث) بعض اللاعبين التي يتعرضون لها من أنديتهم.. ليست إلا حالات (شاذة) وعارضة.. تمثّل نوعية مُعينة..!!
ولم أستغرب أبداً تجاوب نجوم الهلال السابقين.. ووقوفهم مع زميلهم خالد الرشيد في مُعاناته المرضية.. وبالذات عندما علمنا أن من بين هؤلاء اللاعبين.. الدايل والتيماوي وأبو اثنين والأحمد.
ونحن تعوّدنا من نادي الهلال.. الوفاء.. ورد الجميل لأبنائه.. وبتصرفهم - لاعبين وإدارة -.. فإنهم جددوا.. أصالة معدنهم.. وروعة مواقفهم.. فالهلال منبع النجوم.. والفن الكروي.. والأخلاق الرائعة.. والمُبادرات الكريمة والنبيلة.. والتثمين الدائم لعطاءات وتضحيات أبناء هذا النادي.. وهذه صورة الهلال.. شفاك الله يا خالد الرشيد.. وألبسك ثوب الصحة والعافية.
واقعية التعاونيين..!!
تعاملَ التعاونيون بعقلانية وواقعية تامة في صفقة (إعارة) اللاعب محمد الراشد.. وهذا هو منطق (العقل) بحكم أن اللاعب سيكون (حراً) بعد شهرين فقط.. وبالتالي إمكانية توقيعه لأي نادٍ..!!
التعاون في تصوري لعبها (صح) وطوَّع الصفقة لصالحه.. ليس لأن الراشد لا يستحق هذا المبلغ.. وليس أيضاً تقليلاً من إمكاناته.. ولكن المادة (18) لن تُبقي نجماً فذاً في الأندية الفقيرة..!!
الراشد واحد من أكثر اللاعبين ذكاء وعطاء داخل الملعب.. إلى جانب أنه لاعب يتمتع بخلق عالٍ جداً.. ويحظى باحترام كافة زملائه.. ويتفانى داخل الملعب من أجل (إنجاح) المجموعة بعيداً عن الظهور بصورة قد تُقرّبه وتلمّعه للجماهير بشكل أوفر كما يفعل غيره.. رغم أن اللاعب يملك القدرة الفنية العالية التي تُساعده على ذلك.. ولهذا فإنه حتى لو لم تقف المادة (18) في صفه وتجعل التعاونيين يُسارعون في انتقاله.. فإنه لاعب يستحق أن يُمنح حرية الانتقال إذا وصله عرض يخدم الطرفين.. (النادي واللاعب)..!!
وبصرف النظر عن هذا كُله.. فإن التعاون دخل في خزانته مبلغ كبير.. يُفترض استثماره بالشكل الصحيح.. فالتعاون فقدَ فنياً نجماً كبيراً.. ويجب المُسارعة بتعويض رحيله.. ليُحفظ للفريق توازنه.. وأتمنى أن يستفيد التعاون من هذا المبلغ باختيار ما يحتاجه الفريق من لاعبين سواء أكانوا أجانب أو محليين..!!
وأتمنى أن لا يتكرر الخطأ في جلب لاعبين لا يستحقون حتى مقاعد الاحتياط.. والأمثلة على ذلك كثيرة.. ولو عاد أي تعاوني للكثير من الصفقات.. لوجد العجب العجاب.. فحُسن الاختيار أمر مُهم.. بدلاً من بعثرة (الأموال) في صفقات لا تُسمن.. ولا تُغني من جوع..!!.