غريب أمر الأخضر.. ففي الوقت الذي غادر فيه الدمام بعد ثلاث مباريات تجريبية جعلت الجماهير السعودية قلقة وغير مطمئنة عليه في البطولة الآسيوية، نجد في المقابل أن هنالك شبه إجماع لدى الكثيرين في الدوحة من محللين ومنظمين وجماهير ومتابعين وإعلاميين غير سعوديين على أن المنتخب السعودي سيكون أقوى المنافسين وأكثرهم حظوظاً لنيل البطولة، وهي رؤية وإن كانت منطقية وممكنة وغير مستحيلة بإذن الله إلا أنها بالنسبة لي مزعجة وأتمنى أن لا تجد ترحيباً واقتناعاً من مسيري ونجوم منتخبنا، وبالتالي تكون مخدرة وتنعكس سلباً على أدائه وتحديداً في لقاء الغد الافتتاحي والمهم أمام المنتخب السوري الشقيق، والذي سيحدد ويكشف بنسبة كبيرة عن مدى قدرته على التأهل لدور الثمانية والمنافسة على البطولة..
* بعد اليوم الأول من البطولة، ومع ارتفاع معدل الإثارة والمنافسة في مواجهات المجموعات الأربع وتزايد أعداد الجماهير تبعاً لوجود منتخبات لديها أصلا كثافة بشرية وشعبية جماهيرية في الدوحة مثل إيران والهند وكوريا والصين، وكذلك مشاركة ثمانية منتخبات عربية منها ست خليجية سيكون لهذا الحضور الجماهيري في الملاعب والإسكان والطرقات والمطاعم ووسائل النقل، وما يترتب عليه من أمور أمنية وصحية ومعيشية، هذا كله سيكون اختباراً عملياً وحقيقياً ومفيداً للأشقاء في قطر وبمثابة (البروفة المبكرة والمصغرة) لاستضافة مونديال 2022م.. ومن واقع متابعة ورصد لما يجري هنا في الدوحة على صعيد الإقبال الجماهيري فإن أمم آسيا 15 تختلف كثيراً عن جميع استضافات قطر السابقة سواء لدورات الخليج أو البطولات الآسيوية للألعاب والفئات السنية وأيضاً تفرق كثيراً عن استضافتها لأمم آسيا التاسعة 1988م، وعلى الرغم من ثقتنا بقدرة القطريين وخبراتهم العريضة والمتصاعدة في هذا المجال إلا أنهم في هذه البطولة وللأسباب التي ذكرتها إضافة إلى أهمية وقيمة أمم آسيا كبطولة تأتي مباشرة من حيث القوة والجماهيرية بعد نهائيات كأس العالم، سيكونون على المحك وفي استعراض إمكانياتهم في تنظيم وتوفير كل متطلبات الجماهير ووسائل الإعلام وخصوصاً التلفزيونية منها في ظل المنافسة الشرسة فيما بينها.
الدوحة