القاهرة - الجزيرة :
بات مصير استفتاء الجنوب السوداني وفقاً للخبراء محكوماً بثلاث سيناريوهات اتفق عليها معظم المراقبين للشأن السوداني. السيناريو الأول هو سيناريو الانفصال السلمي وهو السيناريو الذي يضع حكومة الجنوب المرتقبة أمام مأزق حقيقي أمام مواطنيها في ظل افتقادها القدرة على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وعجزها عن نزع سلاح الميليشيات بما يمهد لانتقال الصراع بين القبائل من جنوب كردفان إلى جنوب السودان. والسيناريو الثاني هو سيناريو الانفصال غير السلمي والذي قد يعكر صفوه حالة الفوضى والانحدار إلى حرب أهلية التي قد تترتب على الانفصال بسبب القضايا الخلافية بين الشمال والجنوب والتي لم يتم حسمها في ظل غياب الثقة بين شريكي الحكم، وأهمها قضايا النفط وترسيم الحدود. أما السيناريو الثالث فهو الإبقاء على خيار الوحدة وهو احتمال ضعيف في ظل الحشد الجنوبي والدولي الداعم للانفصال وعجز حكومة البشير عن جعل خيار الوحدة جاذباً بالنسبة للجنوبيين، ويعزز هذا المظاهر التي يلاحظها الجميع في شوارع جوبا، حيث اللافتات والنداءات والتجمعات الحاشدة التي تدعو إلى الانفصال. وبات من المرجح اختيار اسم «السودان الجديد» لدولة جنوب السودان المرتقبة، وهو الشعار الذي رفعته الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة مؤسسها الراحل جون قرنق على مدار سنوات. ومن بين الأسماء التي يتداولها القادة الجنوبيون أيضاً «جمهورية النيل» و»السودان الجنوبي»، و»جنوب السودان»، و»كوش»، وهو الاسم التاريخي القديم للسودان، و»أماتونغ» وهو أعلى قمة جبلية في جنوب البلاد، والذي اصطدمت به طائرة قرنق عام 2005 بعد توقيعه اتفاق السلام الشامل، حيث لقي حتفه. وكشفت مصادر أن اسم الدولة الجديدة المتوقع إعلانها في جنوب السودان قد أثار توتراً محدوداً بين القاهرة وجوبا، بعدما ترددت أنباء عن اختيار اسم «جمهورية النيل» للدولة الجديدة، حيث تلقت حكومة الجنوب رفضاً مصرياً حاسماً على وضع «النيل» بين الأسماء المرشح إطلاقها على الدولة الجديدة.