|
القاهرة - مكتب الجزيرة :
توجه فريق من الأطباء الشرعيين من مصلحة الطب الشرعي في مصر إلى كنيسة القديسين في الإسكندرية التي تعرضت لحادث تفجير ليلة رأس السنة لإجراء معاينة ثانية وأخيرة لموقع الحادث، تمهيداً لإصدار التقرير النهائي بشأنه والذي يعتبر الأمل الأخير في الكشف عن منفذ الجريمة وسيناريو وأبعاد وملابسات الحادث. وسيعقد اجتماع بين أطباء مصلحة الطب الشرعي وفريق من الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية بتنسيق من النائب العام لمناقشة كافة النتائج التي توصل إليها كل فريق بحث في الطرفين ورسم سيناريو كامل للحادث.
وفيما أكدت مصلحة الطب الشرعي أنها لم تطلع حتى الآن على نصف الوجه للشخص المشتبه في ارتكابه الحادث والموجود بحوزة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، أكد النائب العام المصري أن النيابة لم تقف حتى الآن على هوية منفذ الجريمة أو كيفية حدوث الانفجار، كما استبعدت التحقيقات تماماً تورط أي من المصابين في تنفيذ الانفجار، واستبعدت أيضاً استخدام سيارة مفخخة في الجريمة. وتواصل أجهزة الأمن جهودها لكشف غموض الحادث، والتعرف على هوية صاحب الجثة المجهولة الذي تم نشر صورة له، وذلك من خلال حصر حالات الاختفاء في المحافظات المختلفة، وفحص تقارير مصلحة الموانئ والجوازات عن صاحب الصورة التي تم توزيعها على جميع إدارات المرور، وإرسالها إلى الإنتربول الدولي في مصر، لمضاهاتها بصور المدرجين على قوائم المطلوبين.
وقالت صحيفة الأهرام إن أجهزة الأمن تكثف جهودها حالياً للكشف عن الخلية الإرهابية التي خططت ونفذت جريمة الإسكندرية خلال أيام. حيث تتابع مجموعة تتراوح بين أربعة وخمسة أشخاص من مصر وخارجها تحوم حولهم الشبهات, وذلك بهدف الوصول إلى هذه المجموعة, وتحديد أدوارها بشكل كامل, في ضوء المعلومات والدلائل التي تتجمع لدى جهاز مباحث أمن الدولة. ولم يستبعد الأمن أياً من الذين وصلوا للقاهرة خلال هذه الفترة ومن بينهم الإسرائيليون الذين جاءوا للاحتفال بمولد أبو حصيرة ولم يغادروا القاهرة حتى الآن. كما تم رصد كل الناشطين والسلفيين الذين نظموا مظاهرات منددة للكنيسة في الآونة الأخيرة والمطالبة بعودة المسيحيات اللاتي تردد إسلامهن، وتم إلقاء القبض على ما يقرب من 300 ناشط سلفي أجرت أجهزت الأمن تحقيقات معهم، وتوفي أحدهم ويدعى سيد بلال 32 سنة أثناء التحقيق معه، فيما تردد أن وفاته جاءت نتيجة التعذيب.
من ناحية أخرى كشفت أجهزة الأمن أن بائع السبح والمصاحف أمام المسجد المواجه لكنيسة القديسين والذي قيل إنه لقي مصرعه في الحادث ما زال حياً وتم تحديد مكان إقامته واستدعاؤه للإدلاء بشهادته التي تعلق عليها أجهزة الأمن آمالاً كبيرة بحكم إقامته بصفة دائمة أمام المسجد، واحتمال أن يكون شاهد مرتكب الواقعة، أو لاحظ أي تحركات غريبة قبل وقوع الحادث. فيما عقد أسامة صدقي المحامي الذي نشر موقعا «أقباط متحدون» و»صوت المسيحي الحر» صورته بجوار الصورة التخيلية التي رصدتها أجهزة الأمن للمتهم في أحداث كنيسة القديسين، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن عدم تورطه في الحادث، مشيراً إلى أنه لو أنه كان القائم بالحادث ما كان على قيد الحياة حتى الآن.
وقال صدقي إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ووزارة الداخلية ضد الموقعين لما لحق به من ضرر، مشيراً إلى أنهم استغلوا وجوده في المظاهرات التي تندد باحتجاز الكنيسة للمسيحيات اللاتي أسلمن بغرض الانتقام منه.