إن تهيئة فرص التعليم حق مشروع لكل طالب وطالبة في أي مكان في العالم، والتعليم يعد من أبرز الركائز التي تقوم عليها الدول المتقدمة.

ولا شك أن بلادنا تعد من الدول الحديثة التي تنشد الكمال من خلال الدعم اللامحدود من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين لقطاع التعليم الذي يتمثل بضخ المليارات في سبيل تهيئته وتحديثه وتطويره في كل شبر من أرض هذا الوطن بمشاريع عملاقة تسابق الزمن،

ولكن هذه الجهود التي تبذل تصطدم بخطط ونظم لا تعايش الواقع والمعاناة التي يعيشها طلاب وطالبات القرى والأرياف من خلال حرمانهم من تهيئة وتوفير حقهم المشروع في التعليم العام وخصوصا المراحل الثانوية.

إن بلدة كبد القصيم التي يتكبد أبناؤها وبناتها يوميا معاناة الترحال مسافة 25كم بطريق زراعي لإكمال دراستهم الثانوية في القوارة أصبحوا ضحايا حوادث الطريق تتناثر أشلاؤهم وتكتوي أكباد أمهاتهم بفاجعة وفاتهم وتفقد أعضاؤهم بكسور وعاهات مستديمة على الأسرة البيضاء فبعد ما كان طموحهم التفوق والشهادات العليا.

أجبرتهم إعاقاتهم على الرضاء بقضاء الله وقدره والاقتناع ببطاقة الضمان الاجتماعي مع العجزة والفقراء والأرامل.

إننا نتساءل عن دور مجلس التعليم بالمنطقة الذي يعلم بأنه يوجد في كبد مبنى حكومي للبنين مهيأ ومجهز ومؤثث منذ سنتين وملاصق لمبنى الابتدائية والمتوسطة حاليا وكلف الدولة أكثر من مليوني ريال بحيث يكون مقرا للمرحلة الثانوية ليخدم كبد والقرى والتجمعات السكانية المجاورة لها التي ترتبط بكبد بعدة خدمات صحية وتعليمية واجتماعية وتجارية ويقوم معلمو المرحلة المتوسطة بإكمال جداول حصصهم بالمرحلة الثانوية مما يوفر الكثير على إدارة التعليم وما ينطبق على البنين ينطبق على البنات من مبنى وغيره.

ثم إننا نتساءل عن أهمية تطوير الخدمات بالقرى والهجر والأرياف من أجل إيقاف الهجرة المتواصلة من القرى إلى المدن وما لها من سلبيات اجتماعية وأمنية، علما بأن كبد وما جاورها من الأماكن الجاذبة للسكان بوفرة مياهها العذبة وخصوبة أراضيها وتنوع محاصيلها الزراعية وتركيبة سكانها الاجتماعية المدنية المتماسكة المستقرة التي تساهم بسواعد فتية في تنمية الوطن في شتى المجالات.

إننا نتساءل أليس في المسؤولين من يقدر هذه المعاناة ويحتويها.

- رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بكبد القصيم