إذا ما تجاوزنا محدودية مشاركته في خليجي 20 بالصف الثاني، فإنّ منتخبنا الوطني الأول لم يلعب بعد لقائه المشئوم في ملحق تصفيات مونديال 2010م أمام البحرين، وخلال الـ 15 شهراً الماضية، أي لقاء قوي يوازي ما تمثله مواجهة اليوم أمام منتخب سوريا في أولى مبارياته في أمم آسيا الخامسة عشرة، اليوم وفي بطولة بحجم الآسيوية سيشكل اللقاء منعطفاً مهماً في تاريخ المنتخب والكرة السعودية، كونه يأتي في توقيت حرج وحساس وفي ظروف عاصفة مرت على الأخضر في السنوات الأخيرة، وله حسابات وأبعاد وانعكاسات عديدة على الجميع من مسئولين وجماهير ومتابعين وإعلاميين، زد على ذلك أن يواجه في هكذا أجواء منتخب له احترامه ومواقفه وأيضا غموضه في الفترة الأخيرة، وهنا مكمن خطورته وصعوبة التعامل معه ومعرفة نقاط ضعفه وقوّته..
اليوم وبعيداً عما مضى بحلوه ومره، سيدخل الأخضر مرحلة جديدة ومختلفة، نتمنى أن يستعيد فيها اعتباراً من لقاء اليوم جزءاً من هيبته وشخصيته وحضوره، وقبل ذلك تجديد الثقة والعلاقة مع محبيه وجماهيره، وهي رسالة من المفترض أن يستوعبها ويقتنع بها ويناضل من أجلها نجومنا، خصوصاً بعد دوامة صراعات ومهاترات وضجيج الأندية، والتي سلبت من النجوم قيمتهم وأهميتهم كنجوم وطن، ولن يتكفل بتغير معدلاتها ويسيرها في الاتجاه الصحيح غير منتخب يحمل اسم وشعار وتطلّعات وطن بقيمة وقامة ومكانة المملكة العربية السعودية ..
فنياً، الأخضر ليس سيئاً كما يتصوّر البعض، سواء من باب (الشماتة) أو العاطفة على طريقة (من الحب ما قتل)، وفي تقديري أنّ ما يحتاجه حالياً هو أن يحقق انتصاراً يخرج فيه من أزمته وسوء طالعه، ويتخلّص من الضغوط المعنوية والنفسية التي ظلّت تطارده وتخنقه، وتحد من انطلاقاته في مناسبات وبطولات، كان فيها دائماً وأبداً الأقرب والأجدر من غيره لتحقيق المزيد من إنجازاته، كما حدث في نهائي آسيا 2007م، وفي نهائي خليجي 19 في عمان وخليجي 20 في اليمن..
* الدوحة