كل المباريات القادمة التي سوف يخوضها منتخبنا الوطني في بطولة كأس آسيا الحالية والمقامة في دولة قطر الشقيقة سواء التمهيدية أو في الأدوار المتقدمة إن شاء الله تتطلب قرارات من المدرب المستر بسيرو.. لا بد أن يتخذها وبعناية وربما في كل مباراة عليه أن يضع الخطة المناسبة التي بواسطتها يستطيع منتخبنا التغلب على المنتخب المنافس أين كان.
بالطبع لدى بسيرو.. معاونون يستشيرهم ويعود إليهم في بعض الحالات عند وضع طريقة اللعب أو عند التبديل في المباريات أو الأمور الطارئة التي تحدث أثناء سير المباراة ولكنه يظل هو المسؤول وهو بالفعل الذي يقرر.
وبسيرو.. مثله كمثل أي مدرب آخر لازمه التوفيق في بعض قراراته وكان جيداً في العديد من اللقاءات التي خاضها الأخضر تحت قيادته وله بالمقابل قرارات سلبية كان لها أثرها السلبي على أداء المنتخب وربما تلمّسنا له العذر في بداياته التدريبية مع منتخبنا الوطني ولكن الآن وقد أمضى فترة زمنية كافية وأصبح ملمّاً وعارفاً بجميع اللاعبين وإمكانياتهم خصوصاً وأنه هو الذي اختارهم بنفسه وبرؤيته الشخصية فليس له عذر في أي إخفاق أو نتيجة سلبية في هذه البطولة الآسيوية إلا في الحالات أو التأثيرات الطارئة أثناء المباريات وتكون خارج السيطرة في مثل هذه الظروف قد نعذره.
أما وقد وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة والطويلة والخبرة في التعامل مع اللاعبين السعوديين وعلى مدار أكثر من عامين متتاليين فمن المفترض أن تكون النتائج في بطولة آسيا إيجابية لفارق الإمكانيات الفنية والأداء لدى أفراد الفريق السعودي عنها لدى المنتخبات الأخرى مع احترامي لها جميعاً. نحن لا نريد من المستر بسيرو.. في إشرافه وتدريبه للمنتخب ذاتي التصرف فينسب كل شيء يحدث في المباريات سواء جيداً أو سلبياً ينسبه لذاته أو نحمِّله المسؤولية الذاتية كاملة، وكذلك لا نريده أن يكون لا ذاتياً فينسب كل شيء أيضاً أكان جيداً أو سيئاً على الظروف وقوة الخصوم وعدم عدالة أو أخطاء الحكم، أو أن يعلّق (بسيرو) أي إخفاق لا سمح الله على شمّاعة الحظ وأن هناك من يقف في طريقه، نريد منه في هذه البطولة تحديداً أن يستغل القدرات المهارية للاعبين وأن يبتعد عن التنظير والمبررات في العمل فلا مجال للصدف أو الحظ في المباريات بوجه عام أو أن يحمّل نفسه أو اللاعبين المسؤولية، فكرة القدم لعبة جماعية، الكل يتحمل المسؤولية، نريد العمل الجدي المتواصل، نريد الخطة المناسبة واللاعب المناسب واستغلال نقاط الضعف لدى الخصوم وبالمقابل تقوية الخطوط الخلفية والدفاعية وتحصينها لدى منتخبنا الوطني.. أي خلل يلاحظه (بسيرو) أثناء المباراة من أي لاعب كان لا بد على الفور من إدخال عنصر جديد بدلاً عنه كما يفعل الألمان وهو سر تفوقهم على منتخبات أقوى فنياً منهم بكثير.
لا بد من مدرب منتخبنا أن يكون واقعياً فإلقاء اللوم على الظروف لا تفي بالمطلوب، لا بد من دراسة الخصوم جيداًً والعمل بجد وإصرار طوال اللقاء من قبل لاعبي الأخضر للفوز وهذا هو التحدي الذي يجب أن يراهن عليه استغلال نقاط الضعف لدى الخصم والفريق المنافس واستغلالها من أجل تحيير المنافسين حتى نحصل على كأس آسيا بإذن الله تعالى.
مكة