أشرت في المقال السابق إلى أن فئة من الشباب الطموح لفت أنظار جمهور أم رقيبة يعرضه العديد من السيارات الكلاسيكية في المهرجان يعود تاريخ صنع بعضها إلى الأربعينات والخمسينات الميلادية.. وركزت على فريق القصيم الأول للسيارات بالقصيم ومقره بريدة بصفته المشارك في مهرجان أم رقيبة لهذا العام والدور الذي يبذله رئيس الفريق الأستاذ إبراهيم ناصر المجحدي لتثبيت هذه الهواية وجعلها ناشطة في الاتحاد السعودي للسيارات تحت مظلة رعاية الشباب، كما أن هناك فريقين في المملكة هما الفريق السعودي للسيارات الكلاسيكية بالرياض وفريق دبي للسيارات الكلاسيكية ببريدة.
ويعتقد البعض أن تلك الهواية ترف ورفاهية فائضة وأنها هواية فئوية تخص ملاك تلك السيارات في حين أن السيارات الكلاسيكية في فهمها وإبعادها تحمل مضامين أخرى من أبرزها:
أولاً: هو حفظ السجل التاريخي الحديث لبلادنا لأن أوراقها الرسمية تعد وثائق تاريخية أسماء الملاك والمكاتبات وإدارات المرور في ذلك الزمن.
ثانياً: دفع الأجيال للتفاعل الإيجابي من خلال حس تربوي لجعلهم يهتمون بإيجابية من أجل المحافظة على المورث والاعتناء به وبالتالي الاعتناء بكل موجودات بلادنا وعدم التفريط به أو النزعة إلى الائتلاف.
ثالثاً: تحول هواية السيارات إلى متحف ونادي رياضي للكبار والصغار لجعل النادي ملتقى للهواة وساحة للرياضات لتحقيق أهداف اجتماعية وتعليمية وتربوية تحتاجها بلادنا في ظل تزايد الممارسات السلبية وغير المنضبطة.
وفي هذا الإطار تنبه الأمير د. فيصل بن مشعل نائب أمير منطقة القصيم إلى أهمية استثمار الطاقات الشابة وميل فئة من المجتمع إلى هواية السيارات بكل أشكالها: السيارات الكلاسيكية, السيارات المعدلة (المرهمة) سيارات الراليات, وطراز السيارات المتعددة، وأشار فيما أعتقد في أحد المناسبات إلى فكرة تأسيس نادي للسيارات ببريدة بالقصيم تحت مظلة الاتحاد السعودي للسيارات في رعاية الشباب لضم جميع تلك الهوايات في نادي رياضي هذه خطوة تأسيسية من الأمير د. فيصل بن مشعل ولو تحققت لأحدث تنويعاً في مجالات الرياضية والهوايات؛ لأن هناك شريحة من أبناء الوطن لديها الرغبة والطموح وتملك الإمكانيات لكنها تحتاج إلى أمرين هما الدعم المادي للتأسيس والدعم الإجرائي المتعلق بالمخاطبات والمراسلات للتواصل الدولي مع الأندية والمتاحف المشابهة في دول العالم وتتيح لهم المشاركة الدولية والتمثيل وتبادل الخبرات مع الأندية والمتاحف المماثلة.. فما يحث أن هواة السيارات يشاركون بشكل شخصي وانفرادي وبمجهودات ذاتية ويمثلون أنفسهم.
وهذا أمر مخجل ولا يناسب حجم المملكة ذات القوة الاقتصادية والاعتبارية، كما أن هناك العديد من فرق السيارات تنتظر التصريح والموافقة على تسجيل فرقها ضمن الاتحاد السعودي وإذا نجحت مساعي نائب أمير القصيم الأمير فيصل بن مشعل في تأسيس النادي لأصبحت نقطة تحول في هواية السيارات الكلاسيكية.