|
الدوادمي - عبد الله العويس:
وصل الأمر بمزاولي لعب القمار المشين إلى المراهنة على إماتة المخلوقات الحية عن طريق تكوين فرقاء من ذكور الدواجن الكبيرة (الديكة) على حلبة للمصارعة وتهييجها وبث العداء بينها بهدف اقتتالها بمناقيرها؛ فتتساقط ميتة الواحدة تلو الأخرى وسط التصفيق الحاد من جماهيرها المحيطة بها، ويتم تسجيل نقاط المبارزات الآثمة في ورقة التحكيم لتحديد الديكة الفائزة؛ لتبقى أخيراً أبطال تلك المبارزة الحقيرة من تلك الطيور الداجنة الأليفة والمغلوب على أمرها والظالم أهلها بإنهاكها وإن كانت على قيد الحياة، ومن ثم يُسجّل الفوز وتُصرف مبالغ المراهنة الدنيئة لصالح أصحابها.
هذه المصارعة الخاسرة نظمتها مجموعة كبيرة من العمالة الفلبينية في إحدى الاستراحات بحي النزهة جنوب الدوادمي، وكان من حُسن حظ ما تبقى من الديكة الأحياء التي أنهكها التعب مرور مواطن غيور أبلغ رجال الحسبة بفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدوادمي، الذين باغتوا الموقع، وما إن شاهدتهم العمالة حتى لاذت بالفرار،فتم القبض على المتبقين وإنقاذ حياة ما تبقى من تلك العجماوات المسكينة وسط ركام أموات من نظيراتها من الطيور الداجنة التي قضت نحبها في هذا الصراع الأليم.
وبعد ضبطهم ومضبوطاتهم من وسائل لعبتهم وأوراق تحكيمهم الظالم تم تدوين المحاضر الخاصة بهم, وإحالتهم إلى شرطة الدوادمي لاستكمال الإجراءات المتبعة في مثل هذه الأمور المخالفة للدين والأخلاق والقيم.
تجدر الإشارة إلى أن تنامي الأحياء العشوائية داخل النطاقات العمرانية يساعد على انتشار مثل هذه المخالفات الشرعية وغيرها؛ كونها متوارية عن الأنظار، ويصعب متابعتها من الجهات الأمنية والرقابية المعنية.