للوثائق دور كبير في حفظ التراث والنصوص والتاريخ والروايات وفي العصر الحالي أصبحت الوثائق علماً يدرس، فالعلوم الوثائقية الأرشيفية تحتل اليوم مكانة رفيعة، فالوثائق والمستندات لها دور كبير في عملية البحث التاريخي، فعندما يقوم الباحث والدارس بجمع مادته العلمية ومصادر بحثه ومن ضمن ذلك الوثائق ودراستها ومعرفة ما يرتبط بها مما يريد تحقيقه.. إن دراسة الوثائق ليست بالأمر السهل كما قد يتصور البعض فهي تحتاج إلى ثقافة وخبرة ومعرفة بالخطوط واللغة وكثيراً ما يحتار الباحث عندما يواجه مجموعة من الوثائق المختلفة المتفاوتة فيما بينها والمتباينة في أساليبها ومعانيها فيضطر لتمضية وقت طويل في التحقيق وبالمقارنة بين النسخ المتعددة للوثيقة والتدقيق والتمييز بينها لمعرفة الصحيح من غير الصحيح.
إن الكثير من الوثائق يثار حول صحتها الكثير من الجدل والاعتراض من قبل الباحثين والمختصين وهذا مما يجعل الباحث يتحرى الدقة والتحقيق والتأمل لأن الوثيقة تعتبر من الأصول التاريخية التي يعتمد عليها كاتب التاريخ ولذا ينبغي اخضاعها للمنهج العلمي والبحث التاريخي.. ونشير في هذه المناسبة إلى أن أسلافنا قد سبقوا الأمم الأخرى إليه وقد برز ذلك في علم مصطلح الحديث، حيث حددوا القواعد والضوابط التي تثبت صحة النصوص والأحاديث والأخبار المروية.
ومن هنا يتجلى دور الوثائق ولقد قيل (لا تاريخ بدون وثائق) ولذا فإن المؤرخ والباحث لا يستغني عن الوثائق ودراستها والاستعانة بها في مصادر بحثه. وإن خزائن المكتبات والمخطوطات في العالم اليوم لتزخر بالوثائق التي لها صلة بتاريخنا وكم نحن في حاجة إلى إعداد متخصصين للعمل في الوثائق وقراءتها وتصنيفها وفهرستها وفك رموزها وترجمتها والعناية بها.
عضو جمعية التاريخ والآثار بجامعات دول مجلس التعاون