أعرض لك يادكتور خالد مشكلتي وأنا كلي أمل فالله ثم فيك أنك تساعدني على تجاوزها
أنا فتاة تقدم لخطبتي شباب لكن أمي ترفضهم لأسباب متنوعة. ومقدرة حرصها علي.
لدي أخت تصغرني بسنة تفوقني في الجمال تقدم لخطبتها شخص وتم الموافقة عليه والملكة إن شاء الله بعد العيد طبعا أنا فرحانة لها ومبسوطة والله يوفقها، لكن من جهة حاز في خاطري وحاسة بضغط كبير كيف أواجه إخواني وأخواتي وأولادهم وزوجاتهم والناس؟!
أتمنى منك يا دكتور أن تعطيني حلا: كيف أواجه الضغط الاجتماعي الرهيب وكلام الناس وأريد كلمات تواسيني فيها..
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
في هذه الحياة سنعبر جسورا من الهم والالم والكدر والحزن، والبشر في أحوالهم مع تلك الجسور متباينون فهناك من يكابد ويصابر ويتجلد فيعينه الله ويتمكن من مجاوزة الجسر بسلام، ومن البشر من تصيبه بعض السهام فتجرحه فيعيش متألما متأوها شاكيا باكيا وربما وصل ولكن بعد ما أنهك روحه التي لم تعد قادرة على الاستمتاع بنشوة الفوز، لكم أتفهم مشاعرك أيتها الفاضلة فأنت بشر وصاحبة إحساس ومشاعر ولا تثريب عليك إن زارتك بعض المشاعر السلبية، ولكن ما تلامين عليه هو حشد كل العواطف السلبية والأفكار الكارثية وإطلاق العنان لتلك المشاعر والسماح لها بالانفجار، وأخشى أن تترجم تلك المشاعر إلى سلوكيات سلبية! وأمثالك العقلاء لا يحمّلون الناس جريرة ما لا ذنب لهم فيه، يجب أن تطهري قلبكِ وأن لا يساورك شكّ في أن من حولك يحبك ويتمنى لك الخير ولكنهم لا يملكون أن يحضروا لك زوجا ! أنصحك أختي بمباركة زواج أختك والاقتراب منها أكثر فهي بحاجتك ولا تحمليها وزراً لا ذنب لها فيه.. فالمؤمن لا يكتمل إيمانه إلا بحب الخير لإخوانه المسلمين، فما بالك بأختك فلاشك أن الأمر هنا أدعى !
وبالنسبة لخوفك من حديث الناس ورهبتك من مواجهتهم فتأكدي أنه لن يموت أحد بدلاً منك !
لذا يجدر بك أن تعيشي حياتك كما يجب أن تُعاش لا كما يحب هؤلاء الفارغون ، فضعيفوالإنتاج وقليلوالبركة والمتطفلون على شئون الآخرين ليس لديهم في حياتهم ما يشغلهم لذا
لذا نجدهم دائما ما يسرحون في الأعراض ويكثرون التنبيش عن التفاصيل وحشر الأنف فيما لا يخص وهولاء لن يرضيهم شيء فمهما قضينا الوقت في إرضائهم فسيبقون ساخطين ناقمين.
ضحكت فقالوا ألا تحتشم
بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمت فقالوا يرائي بها
عبست فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا كليل اللسان
نطقت فقالوا كثير الكلم
يقولون شذ ان قلت لا
وإمعة حين وافقتهم
فأيقنت أني مهما أرد
رضا الناس لابد من أن أذم
أيتها الفاضلة إن أسهل الطرق للتعاسة وأضمن وسيلة للشقاء أن نُمضي سحابة حياتنا كلها أو يوم أو حتى ساعة ونحن نتوجع ونتدم على مالم يكتبه الله لنا، تفاءلي بالخير وستجديه وأحسني ظنك بخالقك ففي آخر النفق هناك شعاع ستصلين إليه بإذن العزيز قريبا وفقك الله وسددك.
شعاع:
تذكر أن كل ماء المحيط لن يستطيع أغراق قاربك إذا لم يصل إلى داخله .