تتصدر الماعز الحجازية بزينتها، وقوامها خبر استعدادها لدخول مسابقة تتنافس فيها وقريناتها بمكة المكرمة الأسبوع القادم, على لقب ملكة جمال الماعز الحجازية، وتتفوق الأسر السعودية المنتجة, في الجانب الآخر من الأخبار بنجاحهن في تسويق منتجهن من صناعة «الكليجا» المحلية، إذ بيع عدد أربعة ملايين قرص في الثلاثة الأيام الأول للمهرجان، بأكثر من مليون وستمائة ريال سعودي، فيما لا يزال الناس مشغولين بنتائج الوصول إلى الفتاة ضحية البئر, الفاغرة فمها، الملتهمة روحها وجسدها، في الوقت الذي يتدارس فيه المختصون كيفية الحفر, والغوص للوصول إليها، وجمع آخر يتدارسون في جهات عديدة من الوطن، كيفية تصريف مياه الأمطار حين تداهم أحياء المدن, في اتجاهات الوطن، وعلى منصات التربية والتعليم، في ذات الوقت، هناك تنصب الظهور أمام من يدلي عن الجودة، ويفرغ في الأسماع حصاد الخبرات،...وعلى الجانب الآخر, تتكاثف خسائر كرة القدم, ومعها تهدر الملايين، فحبة الكليجة تحصد، وتدر، وكرة القدم تهدر وتزيد الخسارات،...
وعلى صعد خارجة، لا تزال أرواح الشباب في الجزائر، تتطاير نحو السماء، فيما تفتح الأرض أفواهها لتلتهم أجسادهم..
الأرض تحتاج أيضا إلى» الثقافة» بشؤونها، لإحسان التعامل معها، ما دام أن مصطلح الثقافة غدا القاسم المشترك لكل ما يريد الإنسان، والثقافة بها ضرورته الملحة، فهو من يسقط في قيعانها وآبارها وقبورها،..
فلماذا..؟...
وهو من يقف فوق أديمها يفرح، وينتشي,
ويبكي وينطوي..
ويصنع ويحصد..
ويركض وليس له من ركضه إلا الغبار من حوله، والألم في كاحله،..
إذ لا يكفي النظر في رؤوس المحاضرين، ليتعلم ويكسب..,
بل ينبغي له العودة بالنظر نحو الأرض...,
فإنها مدار الصراع البشري، صراعه هذا الإنسان مع نفسه،..
ومن أجل حياته،...
فالفاهم كيف يتعامل مع موجباتها وسالبها, فوق ثراها.., وتحته..,
هو من سيكون الناجي في النهاية...
هو من سيحصد فرحة المرأة المنتجة، والماعز المتباهية،..
أو هو من سيخسر أجساداً داخلها، ذهبت ضحية بئر حفرها صاحبها واستهتر بخطورتها..
أو ما هو على غرارها من فخاخ التردي..
ليكون ضحية تخطيط وتنفيذ غير أمين، وغير آمن..قامت به شركات ربحية تولت التصريف المائي حيث يقطن البشر، أو ذهبت ضحية مطالبة بحق فرص العيش والعمل، ولفتح باب الرزق الموصد كما في دول كثيرة من حولنا...
ذلك لأن الواعين بثقافة الكسب فوق الأرض، ليسوا جميعهم سراقاً لجهود, أو حقوق, أو أفراح سواهم،...
كما أنهم ليسوا جميعهم أمناء عليها.
أرأيتم كيف يحفر المستهترون الآبار...ولا يردمونها خشية ضحية، كالفتاة التي لا يزال أمرها بين جهات عدة, كيف تصل لقاع البئر فتلتقطها..؟...
فاعرفوا الأرض أديمها الممتد..
وقاعها الأعمق...