إذا صحت - ونأمل أن لا تصح - الفتوى التي يتناقلها الناس هذه الأيام عن زواج (النهار) والتي تناولها (ولدنا) وصديقنا وزميلنا خلف الحربي في زاويته المضيئة (على شارعين) في جريدة عكاظ، أقول إذا صحت أو صح لسان من أفتى بها فإنه بمقدور أي واحد منا أن يكون زوجاً (متعدد الزوجات؛ فزوجة لل(مسيار) وزوجة لل (مسفار) وزوجة لل(النهار) وزوجة لل(مسمار) فإذا كنا نعرف مسبقاً الزواجين الأولين أي: (المسيار والمسفار) فإن الزواج الثالث أي زواج النهار يعني أن تتزوج امرأة بالسر بالطبع عن زوجتك الأولى فقط - أي أم العيال، وبمقدورك أن تنسل للمرأة (النهارية) كاللص تماماً وتقضي بعض الوقت معها ولعل أنسب الأوقات لذلك هو عندما تكون في الدوام كما (يشنع) على ذلك الزميل خلف، فما عليك سوى أن تفرك لها - أي للوظيفة لا للزوجة!!
وتقضي (الفسحة) أو استراحة الغداء معها، ثم تعود إلى زملائك وأنت تبرم شاربيك كالقط الكبير (فلا من درى ولا من سمع) وكان الله بالسر عليما. وهذا النمط من الزواج حتى لا يأخذكم الظن وبعض الظن إثم هو (حلال زلال) كما تقول الفتوى (لأن فيه صكاً) زواج رسمي يعفيك من (شبهات) الهيئة وشكوك رجال الأمن، وهو يختلف قليلاً عن زواج المسيار وزواج المسفار ويختلف كلياً وبـ(180) درجة عن زواج (المسمار) الذي ليس بحاجة إلى أي فتوى باعتباره (أحل الحلال) مع أن (أبغض الحلال) أحياناً أحسن منه ألف مرة لاسيما بالنسبة للزوج الخانع الخاضع الراكع لأوامر زوجة دكتاتورية لا ترحمه ولا تسمح للوقت أن يرحمه؛ لأنه (يا حول) لا يهش ولا يكش أي بمعنى آخر (رخمة) عن حق وحقيق، وهذا الكائن المسكين هو سبب تسميه زواج (المسمار) بهذا الاسم؛ لأن الزوجة (النسرة) تدقه في حائط غرفتها كالمسمار (لا يتزحزح ولا يترحرح) حتى يأكله الصدأ، ولو أن المسكين فكر يوماً بمجرد التململ فإنه لن يلق غير (الدق) أكثر وأكثر على (نافوخه) وبعقب الحذاء.