ها هو ملتقى خير أمة الذي أقامه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في نسخته الثالثة قد اكتمل توهجه وسنا ضياؤه بأن أُقيم تحت رعاية كريمة من لدن أمير الرياض وحبيبها وفارسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - واختتم بتشريف سموه الكريم في ليلة وفاء وعطاء من الليالي التي لا شك لن ينساها رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمستوياتهم كافة. وهذا الملتقى أتى هذا العام تحت عنوان مهم جداً، ألا وهو (الشراكة في تعزيز القيم). والحقيقة أن هذا العنوان الكبير في معناه والشامخ في مبناه هو أساس عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالهيئة من مهامها غرس القيم في النفوس وتأصيل هذه القيم؛ لتكون جزءاً لا يتجزأ من نفوس الناس ووجدانهم. ولا يختلف اثنان أنه حين يتم غرس القيم وتعزيزها ستشع النفوس من ذاتها بهذه القيم إلى الآخرين، ولا شك أن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فالنفس التي تفتقد القيم لن تغرسها، ناهيك عن أن تعززها. وحين نغرس القيم ونعززها في النفوس فلا شك ستكون تلك النفوس آمِرة بالمعروف ناهية عن المنكر. وهنا تتجلى أهمية هذا العنوان، وهو (الشراكة في تعزيز القيم).
ورعاية سمو الأمير سلمان هي في الواقع تشريف لهذا الملتقى والقائمين عليه؛ فسموه رجل له بصماته وله وقفاته مع هذه الشعيرة المباركة (شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؛ فرعاية سموه الكريمة تزيد من المسؤولية على عاتق الزملاء بفرع منطقة الرياض، وهم ولله الحمد أثبتوا كما هم دائماً أنهم قادرون على تحمُّل هذه المسؤولية، بل لهم باع طويل وكبير ومشرّف في تنظيم هذا الملتقى الذي وُلد بهذه التقاسيم وهذه الملامح الجميلة جداً للمرة الأولى في فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، ومن بعده طُبّقت فكرة هذا الملتقى في بعض فروع الرئاسة في مناطق أخرى من مناطق المملكة؛ وبذلك حاز فرع الهيئة بمنطقة الرياض قصب السبق والتميز، وهذه نعمة من نِعَم الله أن أخذ بأيدي الزملاء ووفقهم وسددهم؛ فلله الحمد من قبلُ ومن بعدُ.
وحضور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المباشر مع جميع فئات المجتمع برجاله وشبابه وشيبه وفتياته ونسائه هو نجاح للهيئة، ورسالة للجميع بأن الهيئة ليست كما يصورها البعض بأنها ممن يتربص بالناس وممن يتجهم في وجههم، (لا) بل العكس تماماً؛ هي تقول للناس «ها هي يدي ممدودة إليكم تصافحكم فصافحوها»، فمن خلال فعاليات هذا الملتقى نجد أنه صورة من صور التواصل، وملحمة من ملاحم الترابط بين الهيئة والناس؛ فلم يقتصر هذا الملتقى على الفئة الذكورية - إنْ صح التعبير - بل شمل وبتميز الجانب الأنثوي - أي النسائي - من خلال فعاليات متجددة ورائعة جداً وُجد لها صدى طيب في المحافل النسائية بمدينة الرياض أثناء وبعد الملتقى.
تحية تقدير وإعجاب لهذا الملتقى الذي أتمنى أن نراه في كل عام وقد لبس حلة جديدة تختلف تماماً عما سبقها من حلل، والله أسأل أن يبارك في الجهود ويسدد الخطى.