الخرطوم - أ.ف.ب
اعتبرت الصحف الصادرة في الخرطوم الأحد غداة انتهاء أعمال الاستفتاء الخاص بجنوب السودان، أن الانفصال بات من باب تحصيل الحاصل، وتطرقت إلى العلاقة التي يفترض أن تقوم مع الدولة الوليدة، في حين ركزت صحيفة جنوبية على الخلاف على منطقة ابيي واعتبرت أن هذه المنطقة هي بالنسبة إلى الجنوبيين بأهمية فلسطين بالنسبة إلى العرب.
صحيفة الانتباهة الصادرة في الخرطوم التي تميزت منذ فترة بالدعوة إلى فصل الجنوب عن الشمال عنونت صفحتها الأولى «الاستفتاء، حتمية الانفصال». كما عنونت صحيفة «الأهرام اليوم» القريبة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم «خطى الانفصال تتسارع». صحيفة الأيام المستقلة دعت إلى «التعاون العقلاني مع الواقع الجديد» لأن الأسابيع القليلة القادمة والممتدة من اليوم وحتى نهاية الفترة الانتقالية في تموز - يوليو القادم ستكون مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة لرسم معالم العلاقة المستقبلية بين دولة الجنوب ودولة الشمال».
وكتبت صحيفة الانتباهة افتتاحية حملت تحذيرًا إلى الجنوبيين من مغبة التدخل في شؤون الشمال بعد الانفصال. وقالت في افتتاحية: «إذا أرادوا الحسنى والجوار الطيب فأهلاً وسهلاً، وإذا بدؤوا في التآمر والتخابث واللعب بالنار فالأولى أن يعرفوا أن دولتهم الهشة لا تحتمل أي نزاعات وتصارعات جوارية».
وأضافت الافتتاحية «بعد سكرة الدولة الجديدة ستعود الفكرة، عسى أن يفهم قادة الدولة الجديدة في الجنوب أن استقرارهم وسلامة أراضيهم يكمن في حسن الجوار والعلاقات الطيبة والالتزام بالمسؤولية التي تؤهل لبناء دولة بعيدة عن بواعث العداء ومرارة نتائجه».
من جهتها قالت صحيفة «ذي سيتيزين» الجنوبية الصادرة بالانكليزية في جوبا عاصمة الجنوب في افتتاحيتها: «إن ابيي بالنسبة إلينا هي بأهمية فلسطين بالنسبة إلى العالم العربي، أن أهل ابيي هم أهلنا وأرض ابيي هي هبة من الله لهم».
وأضافت «لا يمكن أن نقيم علاقة صداقة مع الخرطوم وابيي رهينة، ونحن نريد من العرب (في ابيي) ما يريدونه من إسرائيل عندما وضعوا كشرط لاعترافهم بها انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة».
واعتبرت الصحيفة أن «العرب مستوطنون في إفريقيا مثلما اليهود هم مستوطنون في إسرائيل». ودعت حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى مواصلة التفاوض حول ابيي.