جميل أن لا تحجب الإخفاقات الوقتية الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهد الأمير سلطان بن فهد الذي تسنم قمة المسؤولية الرياضية عقدين من الزمن إلا نيفاً من السنين. فقد تحدث جميع النقاد عن مناقب سلطان بن فهد واعتبروا طلبه الإعفاء عن منصبه وتنحيه عن مسؤولية قيادة دفة الرياضة شجاعة وعملاً يضيف إلى إنجازاته العديدة، وأنه وبمسؤولية الرجل الذي يدير قطاعاً هاماً في بلاد أكثر من نصفه من الشباب، اتخذ ما يجب أن يتخذه رجل يتحمل هذه الأمانة والمسؤولية التي تتطلب اتخاذ المواقف الصادقة والشجاعة.
سلطان بن فهد ضرب المثل الشجاع والصادق الذي يجب أن يتخذه كل قائد ومسؤول عندما تعجز الوزارة والمؤسسة التي يديرها عن تحقيق التطلعات التي تتوخها القيادة وتأملها العناصر التي تتعامل مع هذه الوزارة وتتلقى خدماتها، ولا يكفي الاتكاء على الإنجازات السابقة، ومثال سلطان بن فهد مثال حي وجيد للذين لا يتشبثون بالمناصب والكراسي، فقد حقق سلطان بن فهد العديد من الانتصارات طوال الثمانية عشر عاماً من قيادته دفة الرياضة، وفي عهده حصلت المملكة على أولى ميدالية ذهبية في مونديال عالمي عندما رشح اللاعب السعودي هادي صوعان، كما تكرر حصول المملكة على الذهب في الميدالية التي حققها الفارس السعودي خالد العبيد، وسجل السعوديون حضوراً في البطولات العالمية سواء في نهائيات كأس العالم أو أمم آسيا.
إذن، فسجل الرجل حافل بالانتصارات، إلا أنه وبعد أن زحف التراخي وتشبع من يعمل مع سلطان بن فهد سواء لجان أو إداريين وحتى لا عبين بالكسل، وبدأ التململ في الأوساط الرياضية، اتخذ الرجل الشجاع الخطوة الصائبة التي تفرض على من خذلوه واكتسى الكسل أعمالهم أن يكونوا متوافقين مع خطوة سلطان بن فهد ويتركوا مكانهم للشباب، للدماء الجديدة، بعد أن أعطوا ما عندهم وأخذوا يتراجعون في العطاء وفي الأفكار واقتصر دورهم على تثبيت حضورهم من خلال الإعلام والتواجد في المناسبات.