بعد خروجنا (المشين) في الأدوار التمهيدية من بطولة أمم آسيا تعالت أصوات تنسب الهزيمة إلى انعدام الروح الوطنية لدى لاعبينا، وتمت مقارنتها بالروح العالية التي كانت سائدة قبل أكثر من عقد من الزمن؛ بل إن بعض الكتاب والمحللين أبعدوا كثيرا في تحميل الروح والحماس الوطني الهزيمة والانكسار في الدوحة؛ وكأنهم يشككون في وطنية وانتماء اللاعبين وحبهم وإخلاصهم لوطنهم.. كما جاءت إشارات صريحة من بعض النقاد الرياضيين إلى أن ولاء اللاعبين لأنديتهم أكثر من ولائهم لمنتخب وطنهم، وجميع هذه الاستشهادات من أجل تبرير الهزيمة والخروج المذل من المسابقات الدولية...
لا أحد يزايد على أحد في وطنيته، وتجريد اللاعبين من حبهم لوطنهم والإصرار على تصنيف الآخرين ومن ضمنهم اللاعبون بأوصاف الوطنيين والأقل وطنية وعديمي الوطنية؛ فهذه لغة فرز وتشكيك غير مقبولة من أي كان، ومتى سادت تلك اللغة من أجل تبرير الهزيمة فهو دخول في مرحلة خطرة تصل إلى التجريم والمساءلة والمحاسبة وهي أحد الخطوط الحمراء الوطنية التي يجب علينا عدم تجاوزها... المسكوت عنه هو فشل الخطط الادارية والهياكل التنظيمية والإشراف الفني للرئاسة العامة لرعاية الشباب.
جهاز رعاية الشباب يحتاج إلى إعادة هيكلة وبناء إدارات تتناسب مع ميزانيتها السنوية التي تغدق الدولةعليها بسخاء الأموال والاعتمادات والتعزيزات للصرف على الرئاسة والرياضة واللجان ولكن للأسف الشديد فإن هذه الميزانيات المالية لا تنعكس على نتائج منتخباتنا في بطولة كرة القدم وألعاب القوى والألعاب المختلفة.. نحن لا نطالب بالبطولات واحتكارها، إنما ليكون خروجنا مشرفا يتناسب مع ميزانيات رعاية الشباب.
لأنَّ دولاً أقل منا بالإمكانيات المالية والعدد السكاني نجدها باقية في المنافسة حتى الأدوار النهائية، وإن خرجت يكون خروجها مشرفاُ ومقنعا، أمَّا نحن، فإننا نتذوق طعم المرارة في كل لقاء دولي ومع كل اتحاد رياضي.
وإضافة إلى هذه الهزائم نرتد ونعود للتشكيك في أبنائنا وإخواننا اللاعبين ونتهمهم بعدم الولاء وبأن انتماءهم لأنديتهم أكثر من انتمائهم لوطنهم. هذا الشعب الكريم يحتاج إلى من يحافظ على كرامته الشخصية في المحافل الرياضية الدولية. وانتشاله من حالة الإحباط والنكات والتعليقات اللاذعة من أبنائه ومن الآخرين.