لا أظن أن مسؤولي أمانة منطقة الرياض يجهلون مطالبات سكان حي العزيزية، بوضع حل عاجل لتجمع المياه السطحية، والذي يشكل تهديداً للبيئة وللسكان. نحن لا نتحدث عن مستنقع تشكَّلَ لفترة قصيرة، ثم زال. نحن نتحدث عن مياه تسربت إلى الخزانات الأرضية ووصلت إلى عدادات الكهرباء.
أنا هنا لا أعرض مشكلةً لِحَيٍّ بذاته. أنا أعتبر هذه المعاناة أنموذجاً لمعاناة الأحياء كلها، والتي تبدأ هكذا صغيرة، ثم تتطور إلى أن تصل إلى مرحلة لا نستطيع فيها التعامل معها، أو أن تبلغ تكاليف علاجها أكبر بكثير مما يتخيل المسؤولون. وما دمنا في إطار الخيال، فتخيلوا، كيف سيصير حال هذا الحي أو أي حي مثله، حينما تنهمر السيول؟! فإذا كانت المياه السطحية تسده اليوم، وتمنع الأهالي من الوصول لمنازلهم، دون أن تمطر السماء بنقطة واحدة، فكيف سيكون وضع البيوت وساكنيها، حينما يصل منسوب الأمطار الى المستوى الذي وصل إليه العام الماضي؟!
إن وجود إدارة معنية بمواجهة الكوارث، داخل نطاق البلديات، أمر ضروري جداً، بشرط أن تعمل هذه الإدارة على قراءة واقع كل حي، كما هو وليس كما يفترض أن يكون. فإذا كانت هناك مشكلة مثل مشكلة حي العزيزية، فيجب أن تحلها أولاً، ثم تضع الخطة المناسبة لمواجهة أزمة الأمطار.