من جديد يُخيّم الرعب على مدينة جدة بعد تواصل هطول الأمطار وتجدُّد المخاوف من مداهمة السيول الأحياء السكنية ومحاصرة المنازل وغمر الأنفاق..
الأمطار والسيول التي شلَّت العمل في مدينة جدة، وأوقفت المصالح والمؤسسات عن أداء أعمالها بعد إغلاق الطرق الرئيسية والأنفاق التي غمرتها المياه، وأغلقت المدارس.. هذه الأمطار لم تكن بمستوى نسب أمطار العام الماضي؛ فأمطار هذا العام تعادل نصف معدل الأمطار التي أحدثت فاجعة العام الماضي.
انخفضت نسب هطول الأمطار، رغم أن الأيام القادمة ستشهد - حسب تحذيرات الأرصاد الجوية - مزيداً من هطول الأمطار؛ ولذلك فإنه - ولله الحمد - لم تحدث وفيات ولا حوادث كبرى هذا العام كالذي شهدناها العام الماضي، وقد يكون مرد ذلك إلى أن الأجهزة الخدمية كأمانة جدة والدفاع المدني والمرور وأجهزة الشرطة قد استعدت بعد التحذيرات الموجَّهة والمبلَّغة لها، كما تجب الإشارة إلى دور ما تم إصلاحه في المرافق والأنفاق ومجاري السيول؛ فهذه الإصلاحات - وإن لم تكتمل - ما تم إنجازه منها قد ساهم في عدم حدوث ما كشفت عنه أمطار وسيول العام الماضي، وما أظهرته من تجاوزات ومخالفات كشفت عن فساد في الذمم وسوء استخدام مسؤولية الأمانة التي وضعتها القيادة في يد أصحابها، وكانت تأمل أن تترجم تطلعاتها وطموح المواطنين بأن توظف المخصصات المالية الضخمة والإمكانيات الكبيرة لخدمة المواطنين وجعل مدينة جدة أفضل وأحسن المدن، إلا أن المخصصات نُهبت، ومَنْ كانوا يُتوخَّى منهم الأمانة فقدوها وانحدروا إلى حفرة الفساد؛ فحصلت الكارثة التي شهدتها جدة العام الماضي.
من ارتكبوا تلك التجاوزات أُحيلوا للتحقيق، وينتظر المواطنون نتائج تلك التحقيقات والعقوبات التي يستحقها مَنْ عبثوا بمقدرات الوطن، الذين جعلوا من مواسم هطول الأمطار ذكرى تُعيد ما تسببوا من مآسٍ لاستباحتهم «مجاري السيول» وتحويلها إلى مساكن للمواطنين واضعين إياهم في مسارات الأخطار التي أصابت العديد من المواطنين في مقتل.
والآن جدة تواجه أخطار الأمطار والسيول، والمسؤولون يسابقون الزمن لإصلاح ما خرَّبه مَنْ سبقوهم.
JAZPING: 9999