|
يعد مرض الرئة الخبيث أحد أهم أسباب الوفاة الناتجة عن الإصابة بالأمراض الخبيثة عموما سواء في الرجال أو النساء. وللدلالة على شدة المرض فنسبة بقاء المريض على قيد الحياة في الفترة من ثلاث إلى خمس سنوات بعد اكتشاف المرض وتلقي العلاج تصل فقط إلى 14 في المائة، وتعد معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة بسرطان الرئة أعلى من معدلات الوفاة نتيجة الإصابة بسرطانات أخرى من القولون والبروستاتا عند الرجال والثدي عند النساء، حتى إنه فاق عدد الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي.
وسنلقي الضوء على أبعاد هذا المرض مع كل من الدكتور جعفر الحسن استشاري الأمراض الصدرية بمسشتفى د.سليمان الحبيب في القصيم والحاصل على الزمالة البريطانية والأمريكية في الأمراض الصدرية والباطنية والدكتور معتصم الأمين استشاري الأمراض الصدرية بالمركز الطبي بالعليا والحاصل على الزمالة البريطانية.
التدخين السبب في 90 % من الحالات
ما الأسباب المؤدية إلى الإصابة بسرطان الرئة؟
- إذا نظرنا إلى الأسباب المؤدية إلى الإصابة بسرطان الرئة، فإننا نجد أن نسبة الإصابة بهذا المرض تزيد بدرجة عالية في الحالات الآتية: التدخين: ويمكن القول إن التدخين هو سبب 90 في المائة من حالات سرطان الرئة، وكذلك التعرض للأسبستوس: تكثر الإصابة بين عمال المصانع ومستخدمي مادة الأسبستوس، لأنها تزيد معدل الإصابة من 4 إلى 5 مرات وتزيد هذه النسبة في الشخص المريض إلى 100 مرة.
التليف والتعرض للمواد السامة من الأسباب
هذا فإن الإصابة بمرض تليف الرئة: ويزيد هذا من معدل الإصابة وتصل نسبة الإصابة بسرطان الرئة في هؤلاء المرضى من 6 إلى 12 في المائة، والتعرض للمواد السامة: مثل المعادن الثقيلة كالزرنيخ والنيكل والكروم، وأيضاً الإصابة السابقة بسرطان الرئة التي شفي منها المريض والإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب «الإيدز» وتزيد نسبة الإصابة، خاصة في المدخنين من صغار السن.
التشخيص المبكر يزيد من نسب الشفاء
ومما لاشك فيه أن التشخيص المبكر لهذا المرض يزيد من نسبة الشفاء بدرجة عالية، فمثلا تصل نسبة الشفاء للمرض في المرحلة الأولى والثانية للمرض من 45 إلى 68 في المائة وتنخفض هذه النسبة إلى ما دون 15 في المائة في المرحلتين الثالثة والرابعة، لذلك فإن دول العالم المتقدم تتبع عددا من التوصيات الطبية بضرورة إجراء فحوص دورية للمرض.
فحوص مخبرية وأشعة التصوير الطبقي للتشخيص
ما الطرق التشخيصية لهذا المرض؟
- أخذ المعلومات من المريض عن تاريخ المرض وعلاماته من خلال جلسة مع الطبيب المعالج.
الفحص الجسدي الدقيق قد يكشف عن علامات تساعد على تشخيص المرض، والعلامات التي قد يلاحظها الطبيب أثناء الفحص الجسدي هي: الهزال الشديد, الشحوبة، تسرع النفس، وجود بحة بالصوت, تضخم الغدد اللمفاوية, الأزيز. وقد تكشف الفحوص المخبرية عن فقر الدم الناجم عن المرض الخبيث، وكريات الدم البيضاء، الفحص النووي CT وصورة طبقية للصدر التقييم بالأشعة ويشمل صورة عادية بالأشعة. أما الفحص الباثولوجي فإنه يحدد التشخيص النهائي للمرض وهذا الفحص يتطلب أخذ عينة من خلايا الورم لمعاينتها تحت المجهر.
الطرق المختلفة لعلاج المرض
وما هي طرق العلاج؟
- هناك ثلاث طرق للعلاج وهي: الجراحة، العلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي:
أولاً: سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة - الجراحة: وهي العلاج الأمثل لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة, الخلايا المحدودة داخل الرئة والقابل للاستئصال وتشمل الجراحة الاستئصال الكامل للرئة, استئصال فص أو جزء من فص.
العلاج الإشعاعي
العلاج الإشعاعي: وهو لأغراض الشفاء, التخفيف من حدة المرض وآلام المريض, أو قد يشمل قبل العملية الجراحية بهدف تقليص حجم الورم لجعل استئصاله الكامل ممكناً وهذا العلاج الإشعاعي له عدة أعراض جانبية مثل التهاب رئوي ناتج عن الإشعاع, التهاب المريء, ضرر إشعاعي بالحبل النخاعي وأعراض جانبية أخرى كثيرة.
أما العلاج الكيماوي: مثل العلاج بالسيسبلاثين, الكربوبلاتين فعادةً يستعمل بعد الاستئصال الجراحي وذلك لقتل الخلايا السرطانية التي بقيت بعد الاستئصال الجراحي.
سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة
الجراحة: للأسف الدور الجراحي في هذا النوع محدود جدا، وذلك لأن هذا النوع عادةً يتم تشخيصه بعد أن يكون المرض قد انتشر في أنحاء عديدة من الرئة نفسها وخارجها، لذا الجراحة تصلح فقط لمن يصابون بمرض محدد داخل الرئة وقابل للاستئصال الكلي. أما العلاج الإشعاعي فهو العلاج الرئيس لهذا النوع ويستعمل أيضاً لتخفيف الأوجاع الناتجة عن انتشار المرض خارج الرئة، إضافة إلى العلاج الكيميائي حيث هناك عدة بروتكولات علاجية باستعمال مادة السيسبلاتين أو الكربوبلاتين عند دمجها مع الأتوبوسيد والأرنيوتيكان.